كتاب سبر

صرخة قلم
أقوى حاكم مر على الكويت

عندما نسترجع كل الأزمات التي مرّت بها الكويت والخليج سواءً داخلية أو خارجية، وكيف أن حضرة صاحب السمو حفظه ورعاه الشيخ صباح الأحمد تعامل مع هذه الأزمات باحتراف، حتى قضي عليها دون ضرر، فإنك تتعجب، وتردد بينك وبين نفسك “اللهم أطل في عمره وألبسه ثوب الصحة والعافية”.
فعلى المستوى الداخلي، فمنذ عام 2008 وحتى عام 2012 عصفت بنا رياح الفوضى، وكثرة المساجلات، والسب والقذف، وأصبحت كل فئة تهاجم الأخرى، والدولة فقدت الهيبة، لدرجة أن حتى “الخبول وأرباب السوابق تصدروا المشهد السياسي”. 
وصبر سموه، والتزم الصمت، حتى اعتقد الجميع ان الأمور افتلتت، وأن لا حل، ولا عودة لهيبة الدولة إلا من خلال إعلان الأحكام العرفية ونزول الجيش للشوارع، وإلا بسموه حفظه الله يخرج بحلول لا يتوقعها أكبر سياسي، أعاد من خلالها الهدوء للبلاد والعباد، وأعاد هيبة الدولة، وأرجع كل شخص إلى حجمه الطبيعي، ووضع حدًا للمهاترات، بطريقة سلسلة ودون استخدام لإعلان الطوارئ أوانتشار الحرس أو الجيش.
وعلى الصعيد الخارجي، فلسموه حفظه الله صاحب الفضل الاول في تلاحم دول الخليج قبل انطلاق حرب عاصفة الحزم، فلولا سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله لما استطاعت دول الخليج مواجهة الخطر الحوثي وهي غارقة في بحور الخلافات بين بعضها البعض، لدرجة أنها وصلت إلى سحب السفراء والقطيعة.
ولكن سموه أذاب جليد الخلافات بين قطر والمملكة العربية السعودية، ولملم الصفوف، ورمم البيت الخليجي ورص الصفوف بين دول الخليج، ثم انطلقوا لمواجهة الخطر الحوثي، فإذا الملك سلمان قام بحماية الخليج من الخطر الخارجي، سمو الأمير حفظه الله حماه من الخطر الداخلي والتفكك، وعمل على تماسكه وبعد أن التحمت الدول الخليجيه بقيادة أميرنا، انطلقت الحرب.
فلو أن الخطر الحوثي داهمنا ودول الخليج لا تزال في خلافات، لكان الله أعلم بحالنا، ولم تتوقف إنجازات مدرسة سمو الأميرعند هذا الحد، بل أذاب الخلافات بين مصر وقطر، قبل انطلاق عاصفة الحزم، كما أن سموه قائدًا إنسانيًا وله مواقف إنسانية شهدت له كل دول العالم بها.
أن هناك الكثير من الأزمات الداخلية تعرضت لها الكويت، وهناك أزمات خليجية تعرضت لها دول الخليج بين بعضها البعض، وهناك خلافات عربية – عربية، وكل أزمة وضع لها سموه الحلول المناسبة. 
حقيقة يجب على جامعة الكويت، أن تطلق على كلية العلوم السياسية تسمية “كلية صباح الأحمد للعلوم السياسية”، و تضع كل الأزمات الداخلية والخارجية والخليجية والعربية في مناهجها، وكيف استطاع سموه حلها، ويجب أن يدرس أبناءنا سياسة وعبقرية سمو أمير البلاد وكيفية حلوله للأزمات الداخلية والخارجية، لتستفيد منها الأجيال.
ورغم أن كل حكام الكويت كانوا أقوياء، إلا أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد حفظه الله، هو الأقوى، ضف إلى ذلك انه مدرسة – إنسانية – سياسية -، فالكويت رغم حجمها الصغير دوليًا، إلا أن اميرها كُرم دوليًا كقائد إنساني، وهذا مؤشر أن الكويت وان كانت صغيرة جغرافيًا، إلا أنها كبيرة في أميرها. 
اللهم احفظ أميرنا وأمد في عمره، فهو ذخرنا وسندنا وحامي حمى الكويت والدول الخليجية.
بقلم.. ناصر الحسيني