عربي وعالمي

قذائف “الحر” و”داعش” تسقط في الجولان المحتل

سقطت قذيفتا هاون على الجزء الذي يحتله الكيان الإسرائيلي في هضبة الجولان السورية، جراء الاشتباكات الجارية بين فصائل من الجيش الحر وجبهة النصرة، في مواجهة “جيش الجهاد” الموالي لـ”داعش”. 
وأعلن مصدر أمني إسرائيلي الثلاثاء أن قذيفتي هاون أطلقتا من سوريا سقطتا على المنطقة التي تحتلها الدولة العبرية في هضبة الجولان دون وقوع إصابات أو أضرار.
وقال “سقطت قذيفتا هاون في الجزء الشمالي من هضبة الجولان”، مشيراً إلى أن القذائف طائشة، ومردها القتال في سوريا.
من جهته، قال جيش الإحتلال الإسرائيلي أن “عدة انفجارات” وقعت في هضبة الجولان وأن صفارات الإنذار انطلقت في عدة مناطق.
و اندلعت معارك الثلاثاء للمرة الأولى بين جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وحلفائها من جهة وجهاديين قريبين من تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى في هضبة الجولان على مقربة من المواقع الإسرائيلية في الشطر المحتل من هذه المنطقة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. 
وتحدث مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في تصريحات صحافية، عن “اشتباكات عنيفة بين مقاتلي فصائل إسلامية وحركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة من طرف ومقاتلي جيش الجهاد (الذين أعلنوا ولاءهم للدولة الإسلامية) في منطقة القحطانية بريف القنيطرة القريبة من الحدود مع الجولان السوري المحتل”. وأضاف “أنها معارك مهمة لأن الدولة موجودة الآن في جنوب سوريا وتحديدا قرب خط فض الاشتباك (مع إسرائيل) في الجولان”. 
ولفت عبد الرحمن إلى مقتل 12 مقاتلا من النصرة وحلفائها وسبعة مقاتلين من جيش الجهاد، فيما تم أسر 15 مقاتلا من السرايا، موضحا أن النصرة وحلفاءها “تمكنوا من التقدم والسيطرة على نقاط لسرايا الجهاد في القحطانية”. 
ويتعرض القسم المحتل من الجولان بانتظام لسقوط قذائف مصدرها الأراضي السورية حيث يستمر النزاع منذ أكثر من أربعة أعوام. وقال عصام الريس المتحدث الرسمي باسم الجبهة الجنوبية التي تضم مجموعة من الكتائب منضوية تحت لواء “الجيش الحر” لوكالة إن مقاتلي جيش الجهاد كانوا منتشرين داخل القحطانية وفي محيطها”. 
وأضاف الريس متحدثا من الأردن أن “التوتر تصاعد بعدما أعلنت جيش الجهاد ولاءها لتنظيم الدولة”، موضحا ان المعارك بدأت الاثنين بعدما نصب مقاتلو السرايا كمينا لقافلة من مقاتلي الجبهة الجنوبية اسفر عن مقتل ستة منهم. 
وتابع أن “جبهة النصرة انضمت إلى المعركة لان داعش “تنظيم الدولة” هي عدونا المشترك”.
إلى ذلك “تعرض الجيش الحر بقيادة النقيب وسام، الاثنين، لكمين على طريق نصبه أتباع “الفنوصي” قائد جيش الجهاد التابع لـ”تنظيم الدولة”، فقتلوا النقيب واثنين من مرافقيه وأسروا آخرين، ثم قاموا لاحقاً بإعدامهما، مما اضطر الثوار بالتوقف والاتفاق مع من يقوم بقتلهم والغدر بهم.
وأعلن أمير جيش الجهاد الفنوصي البيعة لتنظيم الدولة الإسلامية، وقام برفع رايات التنظيم فوق مقراته، ومنع غير التابعين للفصيل من دخول بلدة القحطانية بريف درعا.
وتجري الاشتباكات بعد حصار الجيش الحر، لمقرات تنظيم الدولة؛ حيث حاصروا منازل بعض قياداتهم ويواصلون بحثهم عن المفقودين من فرقة أحرار نوى، الذين تمت تصفيتهم أمس قرب مدينة البعث في القنيطرة.
وجاء سقوط القذيفتين بعد يومين من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قتل أربعة مسلحين كانوا يحاولون زرع متفجرات في الشطر المحتل من هضبة الجولان.
وبعدها بساعات، وردت تقارير عن شن غارة جوية في منطقة القلمون على الحدود السورية-اللبنانية على بطاريات صواريخ، ونسبت إلى الجيش الإسرائيلي.
وبينما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق، إلا أن مصدراً أمنياً إسرائيليا قال:  إنه “لا يعلم عن أي نشاط (إسرائيلي) غير معتاد في سوريا خلال الليل” مشيرا إلى إن الغارة تتعلق بالمعارك التي تشهدها سوريا.
وفي حادث آخر في نهاية الأسبوع، وردت تقارير عن غارة على مخازن أسلحة تابعة لجيش النظام السوري على الحدود مع لبنان. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على ذلك.
هذه التطورات جاءت في وقت، أبدى فيه المحلل الإسرائيلي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، يهودا بلنغه، خشيته من محاولة المعارضة السورية المتواجدة في منطقة الجولان جر الجيش الإسرائيلي لمواجهة مع نظام الأسد وحلفائه؛ نظرا للضائقة التي تمر بها تنظيمات المعارضة في مواجهاتها المستمرة مع الأسد وحزب الله.
 
وقدم بلنغه في مقاله لصحيفة “إسرائيل اليوم” قراءة دقيقة للمشهد على الحدود السورية الإسرائيلية، والمخاطر المحدقة التي يمكن أن تواجهها إسرائيل مستقبلاً، مع استمرار سيطرة أي من قوى المعارضة، أو نظام الأسد وحلفائه.
وإسرائيل وسوريا لا تزالان رسميا في حالة حرب، لكن خط فض الاشتباك الفاصل بينهما كان يعتبر هادئا نسبيا إلى حين اندلعت الحرب في سوريا قبل أربع سنوات؛ حيث تدور اشتباكات بين الجيش السوري ومعارضين مسلحين على مقربة منه، وتتساقط أحيانا قذائف داخل الشطر الذي تحتله إسرائيل من الهضبة.
واحتلت إسرائيل جزءاً من الجولان في حرب 1967 ثم أعلنت ضم هذا الشطر إليها في 1981 في خطوة غير معترف بها دوليا.