كتاب سبر

إعلامنا (( الديوث )) من غير تحية

بادئ ذي بدء اعتذر من قراءنا الكرام على هذا العنوان ولكن من واجبنا ان نضع الامور في نصابها ونشير الى موطن الخلل في عقر داره وان لا نتصرف كالنعام  التي تدفن رؤوسها في التراب خوفا من الخطر . 
خلال حقبة الثمانينات كنا نسمي اعلامنا العربي بالإعلام الهابط وعلى اشد تعبير نسميه بالإعلام الساقط لما كان يقدمه من برامج ومسلسلات اقل ما توصف به هو الفجور بسبب مشاهد العري والفاظ البذاءة في حينها ، اليوم ونحن متخطين حقبة الالفية الجديدة ، وبمقارنه بسيطة يستطيع ان يميزها العاقل والمجنون على حد سواء نجد النقله النوعية في طريقة العرض وما يتم تقديمه من مواد عملت بكل جداره على تغيير ابجديات الرجولة وعلوم النخوة التي طالما تغنينا بها وتغزلنا بأنسابنا عليها ، ها هو اليوم اعلامنا (( الديوث )) وبكل فخر يتخطى حاجز الصوت والسرعة باتجاه أجيالنا القادمة والانتقال من حقبة السقوط الى حقبة الدياثه من خلال افكار ونهج يتم من خلالها محاولة غرس تلك المفاهيم في عقول ابناء هذا الجيل وضرب مفاهيم القيم واسس (( المرجلة )) .                                                    
سابقا كنا نتهكم على رجال الدين (( المطاوعه )) وهم ينذرون ويحذرون من جهاز الاعلام ، واليوم نترحم ونتمنى ان يعود ذاك الزمان لنخبر (( مطاوعة حاراتنا )) بأنهم كانوا على الحق وثبتت نظرتهم بما لا يدع مجالا للشك بالهجمة الشرسة التي يتعرض لها ابناءنا وبناتنا في هذا الجيل وللأسف على يد آله إعلامية تعود ملكيتها الى من هم من بني جلدتنا وديانتنا ممن أغوتهم المادة وطغى عليهم حب الثروات الى أن أعمتهم عن حقيقة ما يقومون به من تصوير التمسك بالدين تشدد وتزمت ، وغيرة الرجل بالتخلف والرجعية ، وصاحب العادات والتقاليد بالقمعي والغير متحضر ، ، الى أن اصبح من في قلبه مثقال ذره من خصال حسنة بالمنبوذ عن المجتمع والمتطرف في افكاره ، واليوم بعد أن مسحت هويتنا وطمست معالم تاريخنا وأعراقنا ولم يتبقى منها سوى تاريخ المندي والمضبي وفن العرضة بسيوف خشبية نستذكر مقولة وزير إعلام هتلر الشهير (( أعطني إعلامنا بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي .                                                                          
 عزيزي القارئ (( المسلم المحافظ بهويتك والغير مدرك بحقيقتك )) ، نعيش خلال هذه الفترة في منجرف خطير يهدد بكيان هوية أمه بأكملها والسبب الآلة الإعلامية التي شوهت كل ما هو جميل في عالمنا ، لا يزال جهاز التحكم في أيدينا نستطيع أن نرفض كل ما يسئ لنا قبل أن يسئ لهم .                                               
صالح الرحمي 
@altyaar11