استضاف معهد دراسات الشرق الأوسط هنا حفل اطلاق كتاب بعنوان “حافة الحرب..المقاومة الكويتية السرية في الخفجي 1990-1991” يروي قصة درامية لحركة المقاومة الكويتية في مدينة (الخفجي) ابان فترة الاحتلال العراقي للكويت.
وبهذه المناسبة عقدت حلقة نقاش خاصة ضمت سفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخ سالم الصباح ومستشار الأمن القومي الامريكي السابق للرئيس جورج بوش الأب الجنرال برنت سكوكروفت والطبيبة الكويتية الدكتورة فريدة الحبيب حيث تمت مناقشة الكتاب واستذكار أشهر الغزو والدور الرئيسي الذي لعبته المقاومة خلال تلك الفترة.
ومن جانبها قالت الشيخة حصة صباح السالم الصباح التي حضرت اطلاق الكتاب “كنا ننتظر مثل هذا العمل منذ فترة طويلة لكن مناسبة مرور 20 عاما على تحرير الكويت كانت فرصة مواتية لنستعيد هذه الذكريات – ذكريات مؤلمة بطبيعة الحال ولكن هي ذكريات يجب ان تحفظ بالذاكرة.. في الذاكرة الوطنية للاجيال القادمة”.
واضافت “لا نريد ان ينسى ابناؤنا ولا نريدهم ان يحملوا كراهية تجاه الذين كانوا يوما ما أعداء لنا وانما الان اصدقاء واخوة لكن تسجيل التاريخ يجب ان يكون. فالوعي الكويتي دائما حاضر لما يدور حوله من تاريخ بلده فهذا تثبيت للهوية الكويتية لانه جزء من تاريخنا ويجب ان نعتز بالبطولات العظيمة التي قدمها الشعب الكويتي سواء داخل الكويت او خارجها”.
واوضحت “اخترت الخفجي كخلية من خلايا المقاومة ولها اتصال مع خلايا كثيرة داخل الكويت” مشيرة الى “ان شاء الله هناك عمل قادم سيغطي كل المقاومة في جميع انحاء الكويت”.
وقالت الشيخة حصة ان “الكتاب كان فكرة بسيطة لتخليد عمل رجل اسمه علي صباح السالم الذي عمل في الخفجي واسس المقاومة هناك وكان له اتصال واسع مع المقاومة داخل الكويت”.
واضافت “أنا لا أتصور ان علي لو كان موجودا بيننا اليوم كان سيقبل بان الدور الذي قام فيه يسلط عليه الضوء بل كان انسانا يعطي بدون مقابل ولذلك كوني انا اخته وافهم نفسيته اريد ان احقق شيئا ربما يكون هو يحلم بتسجيله وهو ان يغطي كل الاعمال البطولية التي كانت تقوم بها المقاومة داخل الكويت”.
واوضحت “ومن هنا انطلقت الفكرة بان ليس علي بل ان جميع الناس الذين عملوا داخل الكويت وخارجها هم علي الصباح”.
ومن جانبه قال الشيخ سالم الصباح ان “انطلاق الكتاب في الوقت الحالي هو تذكير للناس بالدور الجبار الذي قامت به المقاومة الكويتي خلال شهور الغزو.. فالمقاومة كان لها دور بالحفاظ على الكويتيين الذين كانوا متواجدين داخل الكويت وايضا لعبت المقاومة دورا في مساعدة قوات التحالف على تحرير الكويت”.
واضاف “الكتاب في الوقت الحالي اعتقد انه مهم بالرغم من مرور 20 سنة على التحرير لأنه يسلط الضوء مرة أخرى على ما قامت به المقاومة وهو مهم جدا للاجيال الناشئة حاليا سواء كانوا كويتيين او أمريكيين ممن لم يعيشوا فترة الغزو فيجب ان يقرأوا هذا الكتاب ليتعرفوا على الجرائم التي ارتكبتها النظام العراقي والبطولات التي قام بها ابطال الكويت”.
واكد الشيخ سالم الصباح “اعتقد ان الكتاب وقته جيد واعتقد انه يحدد الذكرى ال20 لتحرير الكويت وفي نفس الوقت يعطي معلومات اضافية للاجيال التي لم تعايش الاحتلال”.
ومن جهتها قالت الدكتورة فريدة انها دعيت الى حفل اطلاق الكتاب لتقديم خبرتها في هذا المجال مشيرة الى ان اعضاء فريق العمل في الخفجي لم يلتقوا الا بعد 20 عاما عندما التقى الباحثون معهم من اجل تسطير الكتاب.
واشارت الى “لقد ادركنا ثمرة المساعي التي بذلناها كفريق تحت قيادة الشيخ علي صباح السالم”.
وقالت الدكتورة فريدة “لقد كنت جزءا من فريق العمل في حدود الخفجي ولم يدرك الناس أبدا أننا كنا حلقة وصل بين الناس في الطائف والامريكيين والبريطانيين ونمثل عملا موحدا اضافة الى عملنا الداخلي لممارسة بعض الضغوط السياسية وأيضا لنقل رسالة الى صدام حسين بان هناك مقاومة”.
واضافت “رسالتي الى هذا الجيل هي ان عليكم تقديم كل غال ونفيس لبلدكم”.
وقال الشيخ سالم خلال حلقة النقاش “في تاريخ كل بلد تمر بعض البلدان بأحداث تميزها وتحدد هويتها وتغيرها..وقد كان الاحتلال العراقي للكويت مثل هذا الحدث”.
وأشار الى أن “هذا الكتاب عن أهوال الاحتلال ولكنه أيضا عن بطولات الشعب الكويتي وخصوصا مجموعة صغيرة من الكويتيين العاملين داخل وخارج الكويت كحركة مقاومة لجعل الحياة صعبة جدا بالنسبة للجنود العراقيين بشكل يومي ونقل المعلومات الى الولايات المتحدة وقوات التحالف”.
وأكد السفير الكويتي أن التحرير في نهاية المطاف اثر على العلاقة بين الكويت والولايات المتحدة مشيرا الى ان ثمة جانبا مضيئا من الغزو العراقي لدولة الكويت. وقال ان “اذا أردنا أن نبحث عن الجانب المضيء من الاحتلال الذي عانينا منه قبل 20 عاما نجد انه يتركز في نقطتين هما ان الاحتلال وحدنا كشعب واثبت هويتنا كشعب كما ان الاحتلال والتحرير في نهاية المطاف اعادا تعريف علاقتنا بالولايات المتحدة لنعرف من هم أصدقاؤنا”.
واشار الشيخ سالم الى ان الغزو العراقي “غير علاقتنا بالولايات المتحدة مرة أخرى حيث اخذها الى مستوى مختلف فقد أصبحنا اكثر من شركاء.. لقد اصبحنا حلفاء وكان ذلك نقطة تحول فارقة وجعل علاقتنا تنمو بسرعة كبيرة”.
واشار الى ان “الفصل الاخير في علاقتنا بالولايات المتحدة تشكل في عام 2003 عندما كانت الكويت نقطة انطلاق لعملية تحرير العراق فقد اعطينا ثلث بلادنا تقريبا لتمكين الجيش الامريكي من دخول العراق وقد نقل ذلك علاقتنا من علاقة تحالف الى تحالف استراتيجي”.
وتابع “انتقلنا من عام 1961 حتى عام 2003 من اصدقاء لحلفاء استراتيجيين حيث قام الرئيس جورج بوش في عام 2004 باعتبار الكويت حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الاطلسي (ناتو)”.
ومن جانبه قال سكوكروفت ان الرئيس جورج بوش الأب “كان غاضبا من هذا كله (الغزو العراقي)” مستذكرا عندما تلقى الانباء الاولى من غزو العراق للكويت.
واشار الى ان السفير الكويتي حينها “قام بنقل جميع القصص التي لديه حول عمليات النهب وعن المعاملة السيئة التي تلقاها الشعب الكويتي من قبل العراقيين”.
وفي مقدمة للكتاب كتب جورج بوش الأب يقول “تلقي الشيخة حصة الضوء على بطولة نكران الذات من هؤلاء الكويتيين الذين رفضوا الجبن في مواجهة وحشية صدام حسين والذين ساعدتهم الشجاعة وحبهم لبلدهم في الحفاظ على سيادة الكويت خلال ساعات الخطر القصوى”.
وكتب انه “من دواعي السرور أن نعرف أن الأجيال القادمة من الكويتيين وطلاب التاريخ الكويتي يمكن أن يعتمدوا على روايات واقعية من وحي كتاب (حافة الحرب) لفهم قدر التضحية التي كان جيل من الوطنيين في الكويت تقديمها للدفاع عن حقوقهم ووطنهم
أضف تعليق