آراؤهم

((رُوح تسّتشهدُ مرتَين))

لم تبال أي من المصائر العربية المشتركة زيفاً، والروابط الإسلامية الموحدة بهتاناً ، والنخوات الخليجية الفزاعة طلاً ، وجمعيات الرفق بالحيوان الغربية إطلاقاً ، بما حل بـ (حماة) من مجازر وعمليات إبادة جماعية يقوم بها حزب العبث السوري كرمال عيون النعجة المتفردة في شبك السلطة السورية ، فقد تم مؤخراً إستباحت حماة وإنزال عاقبة التمثيل والتنكيل بساكنيها فقط لكون مجموعة من المواطنين قد خرجوا في مظاهراتٍ سلمية رافعين أعلام بلادهم وبعض الشعارات المطالبة بالإصلاحات لتغيير واقعهم المرير.

فـ أُسدِل الستار نتيجةً لهذا الخروج بأن أصدر البعث العابث شهادة الوفاة وعاين العرب الجثة الهامده وحفر المسلمون القبر الموحش وأشترى الخلايجة الكفن والنعش ووثق الغرب الجنازة وطقوس الدفان إيذاناً لبدء شعائر العزاء للشهيدة المستشهدة حماة،  ولم أعمد في سياق هذا الحديث إلى إزدواج مصطلح (الشهيدة المستشهدة) عبثاً أو محاكاةً لفصاحة العقيد مدمّر القذافي، وإنما إستشهاداً للتذكير بحادثة الإستشهاد الأولى التي لاقتها مدينة حماة بفعل قُرون قطيع النعاج الحاكم قبل 29 عاماً !

فـ في فبراير 1982م أمر النعجه الأكبر المقدوني بشن أوسع حملة عسكرية بتاريخ سوريا الحديث، 

حيث قام النظام النوّري آنذاك بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكرياً بالدبابات والمدرعات والهيلوكبترات التي أسفرت عن إرتكاب مجازر مروعة وإبادات جماعية إستمرت طيلة 27 يوماً متواصلة، راح ضحيتها 40 ألف مواطن ، وهدمت أثناءها أحياء بكاملها فوق رؤوس ساكنيها ، كما تم خلالها تدمير 88 مسجداً وثلاثةُ كنائس ، فيما هاجر عشرات الآلاف من سكان المدينة هرباً من القتل والذبح والتنكيل!

 وقد كانت تلك المجزره بقيادة النعجة دوللي الأخت الشقيقة والنسخة الثانية للمغتصب السابق للسلطة الدمشقية ، فأستخدمت لتنفيذها الجيوش النظامية والقوات المدربة تدريباً قاسياً ووحدات الأمن السري والإستخبارات والميليشيات الشعبية مع منح الجميع كامل الصلاحيات وكافة المتطلبات لإستعجال أوان إحدى علامات الساعة الصغرى في أي مكانٍ وزمان.

فها هو التاريخ يعيد نفسه في اليوم في حماه، وإن إختلف الزمان فقطعاً لم يختلف المكان والباعث والكيفية ، فأسأل المولى عز وجل أن يذيق كُل سلطانٍ كافة أنواع الذُلِ والخُزيِ والهوان إن كان قادراً على المساهمة في إيقاف هذه القيامة ولم يقدم على ذلك لأسبابٍ سياسية ودوافعَ إقليمية وظروفٍ محلية وكل ما خلاف ذلك من أعذار ، ولا يُعزينا في هذا المقام المشؤوم سوى ما أستبق نُطقّ شهادة فارس بني مخزوم (لا نامت أعين الجبناء) (لا نامت أعين الجبناء) .