فن وثقافة

عبدالله الحبيل.. وداعاً

بهدوء وبلا استئذان.. قرر الفنان عبدالله الحبيل أن يتلحف الغياب، أن يتوقف عند ذلك الحد.. ويتوارى طوع إرادته، ورغم إرادتنا.
بهدوء وبلا استئذان تسلل عبدالله الحبيل خارج أسوار الحياة الفنية، تاركاً الساحة للعابثين والأشباه والمتسلقين..
قرر أن يفعل ذلك لا لشيء إلا ليظل وفياً لتاريخه، مخلصاً لماضيه، ذلك الماضي الذي صنع للكويت عصرها الذهبي في مجال الدراما كما في غيره من المجالات.. رحل (الحبيل) بينما قلة قليلة أصرت على البقاء ومواصلة المشوار في زمن تفوق فيه العائد المادي على قيمة العطاء، وأصبح (الممثل) يسأل عن الأجر قبل أي شيء آخر.
في مثل هذه الظروف التي تمر بها الدراما الكويتية قال لها عبدالله الحبيل: “وداعاً، سأظل مخلصاً لأعمالي السابقة” .. ولم يظهر بعد ذلك على الشاشة ولا على المسرح إلا في القليل، وحتى هذه المسرحيات ربما لم يكن مقتنعاً بها، أو لم ترتق إلى ذائقة هذا الجيل الذي اعتاد متابعة برامج “الاستهزاء” و “الطنازة” والتقليد، فرأى أن من الأسلم أن يكتفي بما قدم وما أعطى، فلكل زمان دولة ورجال.
ونحن إذ نتحدث عن رحيله الإرادي، فإننا لانتمنى أن يترك المجال “للهواة” كي يملأوا فضاء القنوات بأعمال فارغة من المضمون، وأخرى تلهث خلف الإثارة على حساب الجوهر..
نتمنى للفنان القدير أن يحفظ للفن الكويتي ما تبقى من البريق.. وألا تستمر القطيعة بينه وبين جمهوره.. أكثر مما استمرت.. فمازلنا نذكر (نعمان) في افتح ياسمسم، و (عجيب) في مذكرات جحا، و (مسعود) في الإبريق المكسور، و غيرها من الشخصيات التي ستظل محفورة في ذاكرة الفن الكويتي.