آراؤهم

ثورة التعري وسفراء الانحراف!

أردناها ثورات لتحرير المنطقة من ظلم بعض الحكام وفساد حاشيتهم، فحولها البعض إلى ثورات لتعرية الجسد من الملابس، والنفس من الحياء والأخلاق من الأدب! أردناها ربيعًا ثوريًا.. فحولها الفاسدون إلي خريفًا اخلاقيًا!
و بين الربيع الثوري.. والخريف الأخلاقي تعيش المنطقة العربية علي صفيح ساخن، وأحداث متلاحقة وأخبار سريعة تتناقلها وسائل الإعلام، لنجد أنفسنا بين سيل من الأخبار المنفرة التي تدق ناقوس الخطر معلنة بدأ دخول المنطقة مرحلة انتكاسة أخلاقية وانهيار منظومة القيم وضياع الثوابت وانحراف المعايير.. وتلاشي الحياء، وظهور ما يعرف بالنشطاء الجنسيين، سفراء الانحراف الذين يدعون إلى الحرية الجنسية والتعبير عن أفكارهم باستخدام لغة الأجساد العارية!!! فلم أندهش عندما أطلقت منظمات حقوقية غربية علي هذه الشرذمة المنحله لقب سفراء التحرر في العالم العربي!
تأتي المخرجة إيناس الدغيدى علي رأس القائمة السوداء لسفراء الانحراف والانحلال، فقد ظهرت في أحد البرامج و تطاولت علي الذات الإلهية، بقولها: “إن الله وعد المسلمين بممارسة الفحشاء في الجنة” هذه الدغيدى رمز الانحراف وعدم الحياء في العالم العربي، ودعواتها الماجنة؛ لإطلاق الحريات الجنسية وحرية المرأة في إقامة علاقات قبل الزواج، والدفاع عن الشواذ.
وقبل ان نفيق من وقاحة هذه المخرجة صدم المجتمع المصري والعربي بالمدونة المتعرية سليلة ال الشيطان علياء ماجدة المهدي (( ولا اعلم )) هل والدها اسمه ماجدة؟ ام انها تعتنق فكر نوال السعداوى وتسمي نفسها باسم امها . اي ان كان اسمها فان فكرها المنحرف فاق كل الحدود وتجاوز كل الخطوط الحمراء . تجاهر بالفساد وتتباهي بالمعصية وتفتخر بفقدان عذريتها وتشجع الفتاة العربية علي التحرر من القيود الجنسية!!
وليست الصدمة من هذه المدونة فحسب بل الصدمة الاكبر من كم المؤيدين لها من الشباب والبنات في كل البلاد العربية من المحيط للخليج واعلان فتيات من مجتمعات خليجية محافظة رغبتهن في تقليدها كنوع من الاعتراض علي ما اسموه تعنت المجتمع الخليجي الذكورى ضدهن وحرمانهن من حقوقهن؟!
اما ما فعلته بعض نساء سورية بالكتابة علي مؤخرتهن عبارات خادشه والتلويح بعلامات غير لائقة بمسيرة لتأيد بشار الاسد فحدث ولا حرج .
ثم قيام ثلاثة شباب سعوديين بممارسة الجنس بشكل علني أمام مقر الهيئة بالرياض…. لاستفزاز رجال الهيئة والدعوة لحرية الممارسات الجنسية هذه النماذج علي سبيل المثال لا الحصر وهناك المئات من النماذج والدعوات الماجنة التي تهدف الي هدم المجتمعات العربية .
ما نراه من أحداث وما نسمع من أخبار يدخلنا في دائرة من التفكير وطرح التساؤلات: هل أسقطت الثورات ورقة التوت المخضبة بالحياء المطرزة بالأدب التي سترت المجتمعات العربية قرونا طويلة؟ وجعلت منها نموذجا مميزا للهرم القيمي والمعاير الاخلاقية.
مجتمعات بكر في اخلاقها متمسكة بتعليم دينها متدينة سواء مسلمين او مسيحيين لم تدنس بافكار الغرب الغير اخلاقية التي تدعوا للفجور والانحراف تحت مسمي الحريات وحقوق الانسان.
هل اسقطت الثورات هذه الورقة لتفضح الجسد العربي بالكامل وتجعله عرضة لنهش كلاب الغرب الضالة ؟!
هل سينقلب الربيع الثوري الي خريفا اخلاقيا بقيادة النشطاء الجنسين وسفراء الانحراف رعاة الشذوذ دعاة العري و الافكار الهدامة ابطال مسلسل عرض الاجساد والمتاجرة بفساد الاخلاق.
الانفلات الاخلاقي الذي تشهده المنطقة يعود الي ثلاث عوامل مهمة:- 
أولها:

 وبكل تأكيد الثورات وحركات الاحتجاج التي اجتاحت بعض البلدان العربية و امتد تأثيرها للمنطقة بأكملها . ونتج عن هذه الثورات مزيدا من الحريات التي استغلها البعض بشكل فج اما عن جهل او تعمد متناسي ان بين الصراحة والوقاحة شعرة وللتعبير عن الرآى فنون وللذوق اصول وللحرية ادبيات واخلاقيات يجب عدم اغفلها . ومراعاة قيم المجتمع ضرورة للحفاظ علي السلام المجتمعي.
ثاني هذه العوامل:

الانترنت الباب الخلفي للدخول الي القنوات القضائية اسهل وارخص وسيلة للشهرة وجني المال ففي الانترنت مبتغي الشباب التافهة العاطل الباحث عن عالم الشهرة والاضواء
حتي وان كانت شهرة عكسية بارتكاب افعال شاذة او الترويج لفكر منحرف ومن الانترنت يلتقط الاعلام هذه النماذج المهمشة الطفيلية المارقة التي تشبه السرطانات الخبيثة ويصنع منهم ابطال ومشاهير . يعرضون سلعتهم الرخيصة وافكارهم المسممة رافعين شعار (( الفسق والانحلال أيد وحدة )) (( بيت دعارة لكل مواطن )) (( لامكان للشرف لا و قت للحياء))
ثالث هذه العوامل:

 قيام الإعلام بفتح اسواق العهر الفضائي _ المحطات الفضائية سابقا_ ابوابها للمنحلات والقوادين وتقديمهم علي انهم اصحاب فكر ومبدأ تحت ادعاء حرية التعبير والفكر الاعلامي الحر وصنع من هؤلاء نماذج تقود المجتمع العربي الي التحرر ؟!! ولا اعلم الي اي تحرر وهل التحرر بخلع الملابس وممارسة الجنس ستتقدم البلاد العربية وستحل كل مشاكلها؟
وهناك عوامل لا تقل اهمية عما سبق كـ طرق التربية الخطأ واغتراب افراد الاسرة عن بعضهم بعضا وازدياد معدلات البطالة وارتفاع حالات الفقر وإهمال التنشئة الدينية السليمة.
يجب علي المجتمعات العربية مواجهة هذا الانفلات الاخلاقي بكل حسم وعدم اهمال هذه الظواهر الإنحرافية ودفن الرؤوس في الرمال او التحجج بـ انها حالات فردية . يجب المصارحة والمكاشفة والاعتراف ان هناك مشكلة اخلاقية بالفعل بدأت تنتشر في المجتمعات العربية يجب الانتباه لها والقضاء عليها في مهدها قبل ان تتفشي، ومحاسبة النشطاء الجنسين وسفراء الانحراف بعقوبات رادعة؛ ليكونوا عبرة لكل منحرف شاذ خارج عن تعاليم الدين وعادات المجتمع والمعايير الأخلاقية.
 يجب ان يعلم الجميع ان سقف الحرية ليس مطلقًا وان الانسان الحر هو من يستخدم هذه الحرية بشيء من المسؤولية، لايعكر صفو السلام المجتمعي ولا يؤدي إلي انهيار الهرم القيمي. 
الحرية مكفوله ومن حق الجميع ولكن ليس من حق احد ان يعيث في المجتمع فسادا واباحية وشذو معلل ذلك بحرية التعبير و الفكر، فليتكاتف الجميع لمواجهة هذا الغزو الانحرافي بقيادة نشطاء الجنس والشذوذ وتعليمهم أن الأخلاق والفضيلة في المجتمعات العربية خط أحمر لن يسمح بانتهاكها علي يد أبناء الشيطان القادمين من أرحام العهر والفسوق.
أوعاد الدسوقي
كاتبة واعلامية
awaad99@gmail.com