آراؤهم

“الأقلية المنتصرة”

مما لا شك فيه أن واقع الأحوال السياسية العاصفة في الكويت قد يكون مفهوما مغايرًا لسياسة وأسلوب إدارة البلد المتوقع اتباعها من قلب رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك فسياسة المحاصصة والترضيات التي كانت متبعة لاستيعاب جميع التكتلات السياسية.
والحصول على ولائها ودعمها لنهج الحكومة السابقة قد افرزت نوعا جديدا من المعارضة تلك المعارضة التي لا تقبل إلا بمفهوم حقوق الشعب لا مفهوم الأغلبية المتبع في ما يسمى بالأنظمة الديمقراطية هذه المعارضة لن تكون خصًما سهلاً يسهل ابتلاعه خلال المرحلة المقبلة خصوصا أن عددا غير قليل من أفرادها يعتبرون من رموز مجلس الأمة الذين ارتبطت بهم أروقته وازدانت بوجودهم بوتقته فمن الصعب أن يكون مجلس الأمة المقبل خاليًا من تواجدهم أو على الأقل خاليا من تواجد أغلبيتهم، إنها معارضة الأقلية المنتصرة.
إن قدرة هؤلاء الأعضاء على تغيير عدة حكومات بلغت سبعًا وتسببهم في حل عدة مجالس للأمة بلغ عددها ثلاثا، رغم أقليتهم إن قسنا توجهاتهم بتوجهات باقي الأعضاء بعكس قدراتهم الإعلامية الكبيرة وكاريزيميتهم السياسية وتحديهم الواضح الذي كون الصورة التي نراها اليوم.
 إن إرضاء هؤلاء النواب عبر تنفيذ طلباتهم الشعبية، خاصة تلك المتعلقة بتنمية الجانب التنموي البشري واستكمال المشاريع العالقة، كاستاد ومستشفى الشيخ جابر رحمه الله وادخال اعضاء منهم كوزراء في الحكومة المقبلة
يجب ان يكون داخلا تبعا في ادارة المرحلة المقبلة ان اردنا ان ننأى بالبلاد عن عواصف الاضطرابات التي تخللت السنوات الماضية.
يضاف إلى هذا أن الإنجازات السريعة المتتالية هي أحد أهم المخارج للحكومة المقبلة من الوقوع في الغضب الشعبي مجددا، فمهما استوعبت الحكومة المنتظرة من كفاءات ومهما ابتعدت عن سياسة المحاصصات، للبعد عن الاستجوابات والحل والاستقالات فإن أساس بقائها لا يعتمد على ترضية مجلس الأمة وحده وإنما يعتمد على إرضاء
الشعب الذي انبثق منه مجلس الأمة، فلن يجد رجل الشارع العامي البسيط سببا لصراخ نوابه داخل المجلس وتهديدهم ووعيدهم لكل ما هو حكومي لو أنه شاهد بعين البصر والبصيرة ما حققته حكومته من اجله ومن اجل غيره من المواطنين من خدمات وتسهيلات ترفع من مكانته بين غيره من مواطني دول مجلس التعاون على سبيل المثال
قد تكون اهم وصية تهدى حاليا لاصحاب القرار من نواب ووزراء مستقبليين اتقاء الله عز وجل في بلادهم فان اتقاء الله عز وجل راس الامر وخير ما مر على احد في العصور والدهر فلا تعطى الولاية لمن طلبها فما ارى عباد الله اليوم بافضل حالا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال عليه الصلاة والسلام وهو خير من اولي الامر لأبي ذر وهو خير من غيره من البشر في هذا العصر.
عندما طلب الولاية والامارة :” يا ابا ذر انك رجل ضعيف وانها امانه وانها يوم القيامة خزي وندامة، فان كان شخص ممن قال النبي عليه الصلاة والسلام :” خير الناس قرني ما صلح لولاية لاجل ضعفه فمن باب اولى الا يصلح الفاسد والمرتشي وصاحب الاهواء والمتنفع والفوضوي، فلا سبيلا شرعي للشعب سوى ان ينتخب الامين القوي الصالح مرفوع الجبين كما أنه لا سبيل في اختيار الوزراء إلا سبيل اختيار النواب من الشرفاء.
نرجو من الله تعالى أن يحكم فينا شرعه فبه صلاح البلاد والعباد، بدلا من اللهث وراء سراب الديقراطية التي كنا نظنها الدواء فصارت هي الداء، فقد نختصر كل هذا المقال لو طبقنا السطرين الذي سبقوا هذا هذا السطر وفيهما الحق والجمال.
المحامي محمد سعود البنوان
ofoqm@hotmail.com