آراؤهم

فرحان العازمي.. “ضحية الفساد”

” تكلموا تُعرفوا.. فإن المرء مخبوء تحت لسانه “حينما قالت النائبة السابقة: ” إن الفساد ظاهرة صحية ” لم يخنها لسانها، خصوصًا بعد مقولتها ” تسييس السياسة “؛ لذلك فإن من خانها ووهّقها فعلاً، هما الزمان والمكان!! اللذان أجزم أنهما سيعلنان توبتهما وسيصْدقان معها وهي تستعد لانتخابات أمة 2012.
الفساد في الكويت غيرُ، فهو كامل المواصفات، وبعداد مفتوح، والمقدم ” كاش “، بل أصبح منظمًا، وله مجلس إدارة وأعضاء وجمعية عمومية، و يتم طرح الثقة في العضو الذي يبدي نزاهة تخالف مبادئ منظمتهم.
وفي الكويت لا يلتقي انتهازي وتاجر بينهما وبين الشرف وسمو النفس خصومة وضميراهما يتمتعان بإجازة طويلة، إلا وكان الفساد يطبطب على ظهريهما ولسان حاله يقول:
 
                                          لم يبقَ في الناس إلا المكرُ والملق .. شوكٌ، إذا لُمِسوا، زهرٌ إذا رُمِقوا 
نعود للوراء سنين عديدة في عهد وزير سابق للأشغال يشار له بالبنان وكثير السفر إلى لبنان، تم ترسية عدة عقود على شركة لصيانة الطرق وأنابيب المياه، ولكن لم تنفذ بعض هذه المشاريع  بحسب الأصول ومواصفات العقود المتفق عليها مع الوزارة. التي على أثرها تمت إحالة الوزير السابق وصاحب الشركة للنيابة العامة. 
ومن هذه المشاريع التي أُسندت لهذا المقاول ترميم الحواجز الإسمنتية في طريق الملك فهد، وفق معايير ومواصفات عالمية تشمل حجم الصلبوخ وكمية الرمل ومتانة الأسياخ الحديدية مما يضمن عدم تهشم الخرسانة بسهولة، ولكن تم ترميمها بمواصفات عربية محلية – عمالة من خيطان وخلطة إسمنتية أي كلام – والنتيجة كما نشرتها الصحف اليومية الصادرة بتاريخ 5 / 1 عن مصرع الشاب فرحان العازمي ( رحمه الله ) في حادثة غريبة حيث لم يُصرع نتيجة انقلاب مركبته وإنما بسبب تطاير كتلة إسمنتية انتزعت من الحاجز الفاصل بين جانبي طريق الملك فهد إثر اصطدام مركبة لمواطنة بالحاجز وتعرض مركبتها للانقلاب؛ حيث استقرت على الحاجز ما أدى إلى تطاير كتلة إسمنتية إلى الجهة الأخرى من الشارع لترتطم برأسه ويلقى مصرعه على الفور.
لا أعترض على قدر الله تعالى، فأنا مؤمن بأن كل ما يصيب الإنسان هو في كتاب مقدر، بل وأحفظ حديث الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – لعبدالله بن عباس “… واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك …”
ولكن ما نحن بصدده هو وباء اجتاح الكويت، عجزت كل الحكومات المتتالية عن التصدي له، وباء بدأ يحصد أرواح المواطنين ويلحق الضرر بمصالحهم وحقوقهم.
فالمفسدون وحكومتنا كالأطفال وأبيهم ما إن يخلد لقيلولته حتى يطل عليه أحد الأطفال برأسه ويهمس لإخوته (نام نام)، ليخرجوا بعدها ويخوضوا ويلعبوا في الشارع، فالمفسدون يدركون عدم جدية الحكومة في كشفهم والتراخي في معاقبتهم.
فمن غير المقبول ألا تتحرك حكومتنا تحركا جادًا وصادقًا، وهي تشاهد تراجع مركز الكويت سنويًا في تقارير مؤشرات مدركات الفساد التي تصدرها منظمة الشفافية الدولية.
ومؤشر المنظمة يتدرج من نقطة واحدة إلى عشر نقاط، فالواحد معناه شديد الفساد والعشرة تعني انعدام الفساد، وكلما زاد الرقم الذي يشير إلى ترتيب الدولة في القائمة، كانت أكثر فسادًا، والكويت احتلت المركز 54 بمؤشر مدركات فساد يبلغ 4.6 من 10 في تقرير المنظمة الصادر في عام 2011، بعد أن كان مركزها 34 بمؤشر مدركات الفساد يبلغ 5.3 عام 2003.
وللمزيد يمكنكم زيارة هذا الرابط:
http://cpi.transparency.org/cpi2011/results
عبدالهادي مهدي الخريمص
Twitter:@bo_mansour73