اقتصاد

لمس من سمو الامير الرغبة الجادة في التحول الى المركز المالي
براون: الكويت فاقت امريكا واوربا في النمو الاقتصادي

 

أكد رئيس وزراء بريطانيا السابق جولدن براون فى كلمته خلال المؤتمر الاقتصادى العقارى العالمى الذى ينظمه بيت التمويل الكويتى”بيتك” أن الاقتصاد الكويتي قادر على دعم النمو الاقتصادي العالمي بما تملكه من امكانات نفطية هائلة في ظل الارتفاع الكبير في اسعار النفط وعدم امكانية استبدال الطاقة النفطية باخرى بديلة في الفترة القريبة المقبلة ،بالاضافة لقدرة الكويت على المشاركة في مشاريع البنى التحتية ،مشيرا الى ان الاقتصاد الكويتي حقق نموا بلغ 4 في المئة وهي نسبة تفوق ماحققه الاقتصادان الامريكي والاوروبي .معربا عن امله في ان تستضيف الكويت اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في العام المقبل.

واشار الى انه التقى صباح امس سمو الامير حيث لمس لديه رغبة في تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري اقليمي مؤكدا ان الكويت تمتلك الامكانيات التي تخولها لاداء هذا الدور .

وقال براون خلال خطاب القاه ضمن فعاليات المؤتمر الاقتصادي العقاري العالمي 2012 الذي ينظمه بيت التمويل الكويتي (بيتك) ان الاقتصاد العالمي يمر حاليا بمرحلة اعادة هيكلة كبرى حيث دخلت الاسواق الاسيوية كطرف منتج للسلع والخدمات بعد ان كان الاقتصاديين الاوروبي والامريكي هما المهيمينين على الاقتصاد العالمي مؤكدا في هذا الصدد على ضرورة التعاون بين الجانبين.

واضاف براون نحن الان بصدد اعادة هيكلة كبيرة للاقتصاد العالمي حيث انه حتى عام 2000 كانت اوروبا وامريكا تسيطران على 60 في المئة من الانتاج والاستهلاك والتصنيع العالمي بينما نشهد الان تحولا باتجاه الاقتصاديات الناشئة ففي العام 2010 سيطرت الاقتصادات الاسيوية على 60 في المئة من الاستثمارات والصناعات التحويلية مشيرا الى ان جانب كبير من الانتاج العالمي انتقل خارج اوروبا الى الاسواق الناشئة وسيحقق الاقتصاد العالمي  في عام 2020 تحسنا في العلاقة بين المستهلكين والمنتجيين وتصبح اسيا والصين مساهمة ب 30 في المئة من الاستهلاك العالمي .

واشار براون الى ان هناك اربعة امور جوهرية يجب توافرها لتحقيق نمو اقتصادي عالمي يعتمد بعضه على البعض الاخر ،اولها يجب ان يكون لنا عهدا للنمو العالمي ،يتم فيه تحقيق التكامل والتنسيق بين الكتل الاقتصادية العالمية فاذا كان المنتجون في اسيا والمستهلكون في اوروبا يجب ان يكون هناك تنسيق اكبر في عمليات الانتاج والاستهلاك بين اوروبا وامريكا من جهة و الصين واسيا من جهة اخرى ،بحيث تفتح الصين اسواقها الاستهلاكية امام البضائع والمنتجات الامريكية والاوروبية وان تتخلى عن سياستها الحمائية .

وذكر ان المطلب الثاني يتمثل في الانفاق على مشاريع البنى التحتية وتعزيز اسواق العقارات خصوصا وان هناك مشاريع تنموية كبرى حول العالم بحاجة الى تمويل مشيرا في هذا الصدد الى ضرورة وجود معايير دولية لمشاريع البنى التحتية وان يفرض صندوق النقد الدولي مثل هذه المعايير ،لاسيما وان هناك مشاريع بنى تحتية كبرى تتوقف بسبب الارتياب والفساد وغياب الشفافية الامر الذي زاد من تكلفتها .

واضاف ان المطلب الثالث يتمثل في زيادة تمويل التجارة العالمية للاستفادة من الفرص المتاحة في هذا المجال ،مؤكدا في هذا الصدد على انه يمكن للبلدان النفطية ان تساهم في قدر كبير من تمويل التجارة الدولية ومشاريع البنى التحتية.

اما عن المطلب الرابع قال براون انه يتمثل بالاستثمار في الطاقة النظيفة والتكنولوجيا لخلق وظائف للشباب مشيرا الى ان البطالة لدى الشباب كانت سببا لتفجر العديد من ثورات الربيع العربي .

وقال ان هذا الامر تم بحثه في مؤتمر دافوس المنعقد مؤخرا في سويسرا حيث اشار الى انه لايمكن تحقيق النمو الاقتصادي المستدام في ظل بطالة مرتفعة وهذا الامر ليس قاصرا على الشرق الاوسط بل يمتد الى دول اخرى حيث تصل هذه النسبة الى 20 في المئة في امريكا و40 في المئة في اسبانيا ومصر وتونس و30 في المئة بالسعودية وهناك 80 مليون شخص حول العالم عاطليين عن العمل .

وعن الكويت قال ان نسبة البطالة منخفضة  الا ان الكويت تشعر بالقلق حيال اوضاع البطالة في الدول المجاورة مضيفا ان استراتيجية النمو الاقتصادي العالمي بحاجة الى تحسين نوعية الفرص والوظائف والصناعات في هذه المنطقة .

واقترح براون تاسيس بنك في هذه المنطقة يسمى بنك التنمية ويتم تمويله من قبل الدول النفطية للمساهمة في تدريب الشباب وخلق الفرص الوظيفية المناسبة .

واعرب براون عن تفاؤله بالنسبة للمستقبل قائلا ان العالم بغص بالمخترعين من الشباب الذين يمتلكون مهارات ومبادرات خلاقة حول العالم اضافة الى وجود رغبة لدى دول العشرين بالالتقاء والتفاهم حول كيفية بناء المستقبل وتعزيز دور الشباب ذوي العقلية التجارية .

واشار الى ضرورة ان تمثل مناطق العالم كافة في المجموعات والتكتلات الاقتصادية ومنها مجموعة العشرين وغيرها.