آراؤهم

احترمونا نحترمكم

أثناء متابعتي لأحد البرامج السياسية، استفزتني مداخلة الدكتور شملان العيسى، الذي عبر عن غضبه وسخطه جراء خسارة الطبقة التجارية لمقاعدها البرلمانية، وقال بامتعاض: “لماذا تنكرون فضلنا نحن التجار عليكم، فنحن من صرفنا على الكويت ودفعنا الضريبه قبل النفط”.
والمصيبة أنه أستاذ أكاديمي بجامعة الكويت ومع هذا عبر عن فئويته بغضب، ولم يعد يخفيها بتلون الخطاب، وهذا لسان حال كل من هم على شاكلته ويفكرون بطريقته.
بداية، لابد أن نقول إن الشلة “التجارية” رفضت النزول للإرادة فلفظها الشارع؛ فالوعي السياسي أصبح أعلى عند الناخب، ولم تعد ملايين التاجر تتحكم بإرادته وعقله، بل أصبحت الإراده حره والناخب يجيد قراءة الحدث.
حتى رأس الهرم وهو مرزوق الغانم تراجع للمركز السادس وتراجعت أرقامه، وهذا دليل ضعفكم واللوم ينصب على مواقفكم الرمادية، فمن يساوم في مواقفه يفقد ثقة الشعب فيه، ومن يضع شعار حملته الانتخابيه التلفزيونية عن بيت القرين وشهدائه، وينادي بالوحدة الوطنية، وفي الوقت ذاته يقول بندواته أنتم لم تعرفوا الدستور إلا قبل عشر سنوات؟ فمن هذا طرحه وتفكيره لن ينال احترام الشعب الذي مزقته فئويتكم وطبقيتكم.
وثانياً نقول للدكتور شملان، إن التجار حين دفعوا الضريبة كانت مقابل استغلالهم واستفادتهم لمنافذ الدولة البرية والبحرية، وعد للتاريخ وأحسن قراءته؛ لتعرف أن الضريبة كانت مقابل خدمه تقدمها الكويت لهم لتسهيل تجارتهم، فلماذا تتعمد طمس الحقائق وتزييف التاريخ؟
وحتى عندما كنتم تدخلون البحر لاشهر كنتم آمنين على اهلكم وبيوتكم؛ لأنكم تعلمون أن هناك فرسان في بادية الكويت سيحمونهم من أي اعتداء، ولك في معركة الجهراء خير شاهد ودليل واقرأ اسماء شهدائها؛ لتعرف من أي القبائل هم.
المشكله أن نظرتكم لأبناء القبائل ترفض قبول التطور والوعي الذي هم فيه وترفضون التغيير ولسان حالكم يقول: “لهم الجيش والشرطة، أما التجارة والبرلمان والوزارات فهي لنا!!”
وهذا ما قتلكم، فالوعي عند أبناء القبائل تطور واعتلوا المناصب وحصلوا على أعلى الشهادات واستحوذوا على أغلب المقاعد البرلمانية، وهذا ماجعلك تتخلى عن دبلوماسيتك وتصرح بفئويتك علناً وتعبر عن سخطك لنتائج الانتخابات ولا تعلم أن القادم اسوأ بالنسبة لمن ساوم بمواقفه، وجعل لكل تصريح ثمن، فدفع ثمن تخاذله وتلون مواقفه وهكذا هي الحياة.
إن لم تخلص بعطائك لن تنال مكرمه الثناء، وليكن لكم في النائب عبدالرحمن العنجري خير مثال؛ عندما رفضكم وتبنى مواقف الشعب ونزل للإرادة، وعبر عن الأمة ومثلها خير تمثيل، فرد له الشعب الجميل من خلال صناديق الاقتراع.
خلاصة الكلام 
فئويتكم وطبقيتكم هي ما مزق الوحدة الوطنية، فكما أننا لانرضى الإساءة لكم فالواجب عليكم أن تصونوا قدرنا وكراماتنا؛ فالزمن تغير وعليكم أن تقبلوا بوجودنا فأيضاً نحن لنا عقول تفكر وتبدع والكويت تسع الجميع وأستعين بكلمة استاذي د.عبيد الوسمي: “احترمونا.. نحترمكم”.
إضاءة:
ثلاثه لا تأمن لهم: الأفعى، والبحر، والتاجر.
فالأولى سامة، والثاني غادر، والثالث متقلب.
آخر السطر:

مرزوق الغانم يقول:
“استجوبنا فضربنا فآلمنا”
والشعب يرد:“قررنا فصوتنا فأسقطنا”
دويع العجمي
@lawyeralajmi