آراؤهم

ربيع الأمل أم صيف الألم؟

هل يوجد عاقل يؤمن بما يحصل في أوطاننا العربية من ثورات واحتجاجات تجتاح الأخضر واليابس ، وهل يوجد عاقل فينا يقول لنا ما الذي استفادته  الشعوب من هذه الثورات العربية وهل يصلح تسميته  ” الربيع” أم “الصيف العربي القاتل”؟ ، فالدماء تسيل  في الشوارع يوميا ، ما الذي كنا نتصوره من تلك الثورات الغير منتظمة أن تفعل غير الخراب والدمار لأهلها ، وما الذي كنا سنتوقعه من هذا الصيف العربي الحارق ، غير الألم والمعاناة لأبناء الوطن العربي ، فلننظر ولو قليلا ما يحصل حولنا ولنتمعن قليلا في خارطتنا العربية المشرقة كما كانت من قبل ، ونراها الان ونقول بأعلى صوتنا” يا للهول”.. لنبدأ من تونس الخضراء والتي وللأسف بدأت تذبل ، وما يحصل فيها من منازعات للأحزاب على الحكم ، ولنتجه إلى مصر لنرى فيها العجب العجاب من التقسيمات الحاصلة بين أهلها ، و تسلط المجلس العسكري على الحكم وما خفي أعظم ، ولنتجه إلى مملكة البحرين لنرى ما تفعله فئة هناك من فتن وزرع الطائفية بين شعوب المنطقة برمتها ، وليبيا الجريحة التي فقدت ديكتاتورا وصنعت ديكتاتورا آخر ومليشيات حربية ، والسودان وما أدراك ما السودان ، وما حصل به من تقسيم صهيوني متعمد ، والعراق المقسم إلى أجزاء ، واليمن وما يفعله الحوثيون والقاعدة فيه، وسوريا التي تبكى دما بما يفعله الجزار بشار من جرائم وبطش للشعب السوري البريء  ، هل هذه هي ثوراتنا التي كنا نؤمن بها وننشدها ،  أم هي ضريبة نجاح ، ولكن بالحقيقة إن كل ما يحصل هو بمباركة غربية على إنجازات ثوراتنا العربية التي يشهد عليها الغرب العفن ويطالبنا بمزيد من الحريات ونيل الكرامة المفقودة ، فعلا إنها أضحوكة الثورات العربية التي كذبت علينا بديمقراطيتها وحقوق الإنسان ” المسلوبة ” منها ، ولكن وللأسف نحن العرب نؤمن بالسيطرة والقضاء على الآخر مهما حصل ، والمكر والخداع ، وليضيع العالم العربي ، وليموت كل من فيه ، وليحرق أوله آخره ، ويشرد جميع من فيه ، ولكن تبقى السلطة والنفوذ لمصاصي الدماء ولصهاينة العملاء الذين يعيثون بالأرض فسادا ، فهذه يا أخوان مصائب ثوراتنا ” العربية ” المبكية  .
                                                   م / عــادل عبــــداللـه القنــاعــى 
adel_alqanaie@hotmail.com