آراؤهم

والقلم وما يسطرون

منذ بداية الخليقة وجدت ثقافة الاختلاف فلكل رأي لابد ان تجد من يختلف معه وهذا من حكمة
العقول والقلم وما يسطرون.


وما نحن بحاجة اليه  هو فهم الاختلاف وكيف نتعامل مع هذه الثقافة التي اساء فهمها الكثير فليس من الحكمة ان من تختلف معه تكرهه وتعاديه وتلغيه بل الواجب ان تستمع له وتناقشه وبالنهاية لايهم من يقنع من ولكن الاهم ان كل منكم احترم واستمع للآخر.


وفي شريعتنا الاسلامية سماحة كبيرة فمن خصائصها شموليتها وصلاحيتها لكل زمانٍ ومكان ومن اختلف في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام حظي بالاحترام والحوار والنقاش فشريعتنا لم تلغ  العقول ولم تقمع الافكار بل على العكس اتت وشددت على احترام الاخر بإنسانيته وعقيدته وعدم التعدي عليه وكان هذا سبباً في اسلام الكثير.
اليوم اختلف الوضع فالشريعة اصبح كلٌ يفسرها على نهجه الذي يريد ومؤخراً وجدنا الاسلام الطالباني بشريعته القمعية التي تلغي كل من يختلف معها بالرأي وبالفكر وبالتفسير.
وهذا بدى واضحاً من خلال الهجوم على مؤتمر النهضة والذي يتحدث عن الدولة المدنية والتي تعني دولة المؤسسات التي يسودها القانون والذي تعتبر الشريعة مصدراً من مصادره.
حقيقه استغرب محاولاتهم لايقافه ومنعه واعاقة وجوده فإن كنتم تختلفون معه فكرياً كما تقولون فهاتوت حجتكم ان كنتم واثقين .


المؤتمر اتى بسيطاً وسلط الضوء على اهم جوانب واسس الدولة المدنية العادلة التي تعامل الجميع بعدل وانصاف وحتى ان كنت اختلف مع بعض نقاط المؤتمر فهذا لايعطيني الحق بان الغيه او امنعه.
لهم الحق ان يبدوا افكارهم ولي الحق ان اتفق او اختلف معهم فالاسلام لم يلغ عقائد الاخرين فكيف بأفكارهم!!
اسلامكم الطالباني والذي يقوم على القمع وترهيب الاخرين لا نريده ولن نسمح لكم بفرض رغباتكم وتفسير الشريعه كما تريدون فليس في شريعتنا الحكم بالكفر على كل من يختلف معنا ولستم المسئولين عن صكوك الغفران لتدخلوا الجنه من تشاؤون ومن تكرهون فليتبؤ مقعده من النار
وهل يعقل ان يحدث في دولة تكفل حرية الرأي والتعبير ان يتم قمع مؤتمر يتحدث من خلاله اشخاص عن اسس الدولة المدنية؟؟


اذاً من حقي كشخص ان اطالب بمنع كل مؤتمر تسيطر عليه شريعتكم الطالبانية ونضيع حينها في دوامة المنع والترهيب ولسان حالي يقول “هذه بتلك”.


لا ياسادة … نحن قوم نقرأ ونفقه ونعرف مانريد فأعذاركم ان هذا المؤتمر سيضل اصحاب الايمان الضعيف لن تنطلي علينا وان كان كلامكم صواباً فأرونا دوركم واعقدوا مؤتمراتكم وندواتكم وإنّا لكم لحاضرون
الشريعة  الاسلامية احترمت الرأي والرأي الاخر فهذا هو الفاروق عمر يستمع للنصراني ويحكم له ويعيد له حقه اما كان لعمر ان يزجره ويقمعه ويلغيه ويحكم للمسلم بحجة انه على دينه وعقيدته؟!
فلماذا تحاولون ان تفرضوا علينا تفسيركم الخاطئ للشريعة؟!
نريد مجتمعا يسوده الحوار والنقاش واحترام الاختلاف فمن شيمة العقول ان تختلف وهذا لايعني ان تقيموا الحد على كل من لايؤمن بافكاركم.


وعليكم ان تعلموا ان الدولة المدنية لاتتعارض مع الشريعة والاسلام فالدولة المدنية هي دولة مؤسسات اساسها العدل وسقفها احترام حقوق الآخرين ولكنها بالطبع تتعارض مع اسلامكم الطالباني.
اعدلوا وتمتعوا بثقافة قبول الآراء والافكار الاخرى وحاولوا ان تناقشوها وليس ان تمنعوها.
فالهروب لن يجدي نفعاً وليس من الشجاعة قمع اصوات الاخرين.


وقبولي بوجود مؤتمر النهضة لايعني اني اتفق معهم بكل مايطرحونه بل انا اؤمن بحقهم بالتعبير ومن لايعنيه فكرهم فالافضل ان لايحضر.
وسؤالي .. ماذا لو كان المؤتمر يتحدث عن هدم الكنائس ومنع الاختلاط بالشوارع والميادين العامة بحيث يكون الخروج يوم للرجال ويوم للنساء فهل نسمع صوت من الجماعة إياها تعارض اقامته !!


 


إضاءة:
تفسير الشريعه بيننا كالآتي
شريعة طالبانية .. سياستها القمع والترهيب
شريعة قرضاوية .. سياستها الانتقائية والتمجيد
شريعة معتدلة .. سياستها الانصاف والمساواة


آخر السطر:
فهيد يسأل:
ليش حنا ندرس انجليزي 12 سنة ونتخرج ما نفهم شي … وهنديتنا خلال ثلاثة شهور اتكلم عربي احسن منا ؟!!!
ومنا لوزير التربية والمختصين … يارب ماتصكهم حكة من سؤال فهيد




@lawyeralajmi