آراؤهم

ثقافة التعايش

•  التعايش ثقافة تجسّد مدى وعي المجتمع الذي يؤمن بأن وحدته هي أساس ولبنة تقدمه، فماذا يعني التعايش؟ التعايش هو أولا الاعتراف بالطرف الاخر واحترامه والعيش معه، والمساواة في التعامل بين كل طبقات المجتمع بكافة أطيافه، ومثالاً على ذلك تعايش الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود في المدينة قبل أن يتآمروا عليه، رغم اختلاف دين محمد صلى الله عليه وسلم عنهم إلا أنه لم يمانع أن يعيشوا و يتشاطروا الحياة معه ومع سائر المسلمين في المدينة المنورة.
 
• لا يخفى على أي فرد من أفراد الوطن أن تركيز طوائف المجتمع حول محاربة بعضها البعض سيؤدي الى ضعفها وبالتالي ضعف وحدة الوطن حتى يتصف هذا البلد بالذل والهوان، وكما قال المولى عز وجل في كتابه الشريف {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون} وهذا مثال على المجتمع الذي يحارب بعضه بعضاً،إذ أن “ذكر” العنكبوت و”أنثاها” لا يتحدان وإنما تبقى الأنثى التي قتلت الذكر ولذلك قد وُصِف هذا البيت بالهوان.
أكبر محدثات الانقسامات الاجتماعية في وطني من وجهة نظري هي الـ”أنا”، بان يعجب الشخص برأيه حتى لا يتقبل الرأي الآخر مهما بلغ من صحة ،والسبب الآخر هو “شخصنة” الأمور، بأن يحكم الفرد على الآراء أو الأفكار من خلال الشخص المنسوبة إليه، لا من خلال مضمون الرأي أو الفكرة وقد يمجده أو يذمّه، وكلاهما أمر سلبي.
 
 
•   السببان اللذان ذكرتهما ينافيان تعاليم ديننا الحنيف الذي عودنا دائماً بالمشورة أو بما يعرف حالياً بـ”الديموقراطية” والتي تعني بذلك مشاركة الكل آراءهم حول المسائل واحترامها، وإن اختلفوا في الرأي يبقى مبدأ “لا يفسد للود قضية”. إن حدث ذلك سيتفرغ الكل إلى ما هو أهم ألا وهو الانخراط في تطوير المجتمع والرقي به إلى أعلى المراتب، فلنتعايش ونتحد لنرتقي بوطنٍ نحبه.
 
تويتر: @eyadst