آراؤهم

صعلوكيات: حفلتنا التنكرية

صعلوكياتي … متمردة … على الظلم .. تجوب عالم الانترنت .. متحررة .. ولا يقيدها سوى الاخلاق .. والدستور
في يوم من الايام الماطرة .. كنت مستلقيا على فراشي اتأمل حال بلدي .. اخذتني الذكريات الى نعومة اظافري واخذت اقارن مابين ذاك الزمان وهذا الزمان .. غلبني النعاس حينها ونمت على صوت الرعد ملحنا في اذني .. وانا في عز نومي اذ باحدهم يطرق الباب بشدة .. فزعت وهرولت مسرعا الى الباب .. ينبض قلبي بشدة فزعا من تلك الاصوات .. فتارة اسمع الرعد وتارة اسمع الباب .. فتحت الباب واذ بـ “طاقة دعوة” ولا غيرها خارجا .. فتحتها بلهفة وليس فيها اسم داعٍ او حتى مدعو .. قيل فيها .. احضر الى القصر هناك حفل تنكري .
أردت أن اكون مميزا فلم اتنكر .. وذهبت هناك مسرعا لاحضر هذه الحفلة .. فمثل هذه المناسبات لا يحضرها الكادحون دائما .. بدا لي الطريق موحشا .. وصور لي عقلي ان بعد الطريق البشع نهاية جميلة وجنة .. ساعدني خوفي في الاسراع من خطواتي .. تبللت ملابسي .. واتسخ حذائي .. لكني لم آبه .. اكملت طريقي حتى وصلت الى القصر الذي ستقام به الحفلة .. نظر لي حراس القصر باحتقار نظرا لملابسي المتسخة .. لكني كنت احمل دعوة تحول دون طردي .. فُتح لي الباب وقال الحارس (ادخل) .. كان يلبس ملابس رسمية .. وفي يديه سكين ملطخة بالدماء .. لم اهتم للموضوع تقدمت حتى دخلت .. لم يسلم علي احد او حتى يستقبلني .. فلم اكن متنكرا .. دخلت بطبيعتي البشرية (البشعة) فلم اخف عيبا او اصطنع ميزة .. او احترف التملق.
من الطبيعي على فقير مثلي ان يشاهد القصر ويركز على كل شيء جميل فيه (وكله جميل) .. لكني ركزت على المدعوين .. عرفتهم من اعينهم .. فذاك الوزير الذي لبس قناع الاصلاح .. وهذا البرلماني الذي تنكر بالتقوى والايمان .. وهناك المستشار الذي ترك الحفلة ليصلي ولم يكن يتجه الى القبلة .. عموما لم يلاحظ احد ذلك .. فـ جل الكبار لا يصلون اصلا.
وفي ازدحام الكلمات ورسائل الكذب والنفاق .. واصوات الشر العالية .. وألحان الشياطين .. اطفئت كل الاضواء واتجهت الى الاعلى واذا به راعي الحفل دخل علينا .. كان يلبس كل الملابس التنكرية بكافة صناعاتها واستخداماتها .. كان يتنكر بالصلاح والايمان والتقوى وحب الناس والديمقراطية وطيبة القلب .. تنحنح وقال: اعذروني على التأخير فقد كنت اصلي .. ونسي ان كأس الخمر لازالت في يده.
وبعد القهقهة وسماع خطاب راعي الحفل .. صاح احدهم: يا ناس يا كبار القوم دخلت الفتنة وهي متنكرة لا نعرف مكانها ولا شكلها كي نقتلها .. فزع راعي الحفل .. وقال اقتلوها ولا ترحموها .. وبدلا من ان يبحث عنها بواسطة نزع اقنعة الحضور .. امر بقتل الشعب اولا .. ومن ثم (قد) يأمر بنفس اقنعة هؤلاء .. وبعدما سمعت ذلك .. رفعت صوتي قائلا: حرام ما تفعله..
عموما .. لن اطيل .. المهم انني اكتب هذه الرسالة وانا في السجن
*همسة : ما قيل هنا من نسج الخيال وجنونه
__________________________
k_m_alenezi@