اقتصاد

الجراح افتتح مؤتمر التنمية الاقتصادية للأمة الإسلامية: مجابهة موجة العولمة

اكد ممثل سمو الامير نائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي الجراح ان الكويت كانت ولا تزال سباقة في مبادرتها لدعم التنمية الاقتصادية في العالم الاسلامي من خلال الصندق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي تأسس في عام 1962 مباشرة عقب الاستقلال. 
وقال الجراح في كلمة القاها خلال افتتاح مؤتمر الرؤية المستقبلية للتنمية الاقتصادية في الامة الاسلامية الذي تنظمه جمعية الاصلاح الاجتماعي بالتعاون مع وزارة الأوقاف ومؤسسة مبادرة وتنمية المسجلة في مقاطعة ويلز في المملكة المتحدة صباح امس في فندق الشيراتون ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية اسهم في تمويل مشاريع تنموية في 45 دولة بلغت ما يقارب 13 مليار دولار امريكي بنسبة بلغت 67 بالمائة من اجمالي عمليات الصندوق بالاضافة الى المساهمة كعضو مؤسس في مجموعة البنك الاسلامي للتنمية الذي تأسس في العام 1975. 
واضاف ان الكويت تعتز باستضافة هذا المؤتمر الذي يسعى الى تضافر الجهود وتبادل الخبرات والاراء لوضع تصور مستقبلي للتنمية الاقتصادية في الامة الاسلامية ينبع من عقيدتنا الاسلامية السمحة التي تدعو لاعمار الارض. 
وتابع ان هذا المؤتمر يأتي في وقت تواجه فيه الامة الاسلامية تحديات خارجية كبيرة تتمثل في مجابهة موجة العولمة والتغيير التكنولوجي المتسارع ومهمة تحسين صورة العالم الاسلامي والتحديات الداخلية لمواجهة حدة الفقر وتحقيق الامن المائي والغذائي ودعم التنمية البشرية في الصحة والتعليم وتحقيق نمو اقتصادي مستدام. 
من جانبه قال وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلاميه المساعد للتنسيق الفني والعلاقات العلاقات الخارجية والحج الدكتور مطلق القراوي ان الله عز وجل أقام للأمة الاسلامية نظاما اقتصاديا عريقا عاش الناس في ظله في بحبوحة من العيش والأمن والأمان كانوا ينعمون بحياة اقتصاديه آمنة خاليه من الأزمات مدة جاوزت ثلاثة عشر قرنا. 
واضاف ان هذا النظام المحكم حفظ الحقوق وصان الملكيات وفصل فيها تفصيلا دقيقا لذلك كان النظام الاقتصادي آمنا وعادلا، مشيرا الى ان الكويت وفي اطار هيكلة النظام الاقتصادي العالمي قادرة على ان تتبوأ منزلة مرموقة بين دول العالم. 
واضاف ان وزارة الاوقاف والشؤون الاسلاميه ومن منطلق قيمة الشراكة التي هي احدى قيم خطتها الاستراتيجيه تساهم في تفعيل قيم الاسلام السامية.
بدوره قال رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي حمود الرومي إن مفهوم التنمية في الإسلام في احد مفاهيمه – هو :” استغلال المجتمع لخيرات الأرض بالعمل الصالح تنفيذاً لشرط الخلافة والتمكين ، وتحويلها إلى سلع وخدمات لإشباع الضروريات عند حد الكفاية لكافة أفراده عبر تشغيل كامل وتوزيع عادل”، مبينا ان  بعض الفقهاء عَدَّ أن التنمية في الإسلام تدخل في إطار الواجبات التي تقع على عاتق المسلم ، بل واعتبر الإسلام السعي إلى الرزق وخدمة المجتمع وتنميته أفضل ضروب العبادة.
واضاف ان الجمعية حملت على عاتقها ومنذ نشأتها القضايا الكبرى للأمة الإسلامية ، وساهمت في نصرتها ، والعمل على رفع راية الإسلام خفاقة، ونصرة أهل الحق ، وإيماناً منها بأهمية تحقيق الأخوة الإسلامية ، ومشاركة في هموم الأمة ، منطلقين في ذلك من شمولية الإسلام العظيم الذي ينظم شؤون الحياة جميعاً ، بما يضمن سعادة البشر في الحياة الدنيا ، وفوزهم برضا الله تعالى ودخول جنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
وتابع : حين تقوم جمعية الإصلاح الاجتماعي بواجبها تجاه المجتمع الكويتي خاصة ، والأمة الإسلامية عامة ، وذلك من خلال إقامة هذا المؤتمر وغيره من الأنشطة الاجتماعية والثقافية والتوعية والإرشادية، فهي تواكب حاجة المجتمع بعدما شهد العالم الأزمة الاقتصادية التي روعت الكثير من الدول ، وهزت الاقتصاد العالمي في نهاية عام 2008م.
وقال ان  المؤتمر يضم نخبة من العلماء المختصين في المجال الاقتصادي والتنموي الإسلامي من داخل الكويت وخارجها، مما يعزز نجاح هذا المؤتمر بإذن الله ويسهم في تأسيس حلول فعالة ناجعة للنهوض اقتصادياً ببلدنا الغالي والعالم، مشيرا الى إن التنمية الاقتصادية في الإسلام فريضة وعبادة ، والمسلمون يقتربون إلى الله تعالى بقدر تعميرهم لمجتمعاتهم وأخذهم بأسباب التنمية الاقتصادية ، لقوله تعالى حاثا على عمارة الأرض: “هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا”، وهذا يشير إلى أهمية التطور والنهوض والرقي في الإسلام، ويدل على اهتمامه برفع مستوى الأمة المسلمة إلى أرقى المستويات في كافة مجالات الحياة .
وبين إن الإسلام وضع ركائز وقواعد هامة للتنمية ، يستند إليها المسلم في أدائه لرسالته في النهوض بأمته ومجتمعه ، أهمها : الاستخدام الأمثل للموارد والبيئة والطبيعة، ومن خصائصه للتنمية : الشمولية ، والتوازن، والعدالة، وتأمين الحاجات الضرورية للإنسان ؛ لأن التنمية الاقتصادية في الإسلام غايتها الإنسان أولاً ، ثم المجتمع ككل ؛ ليحيا هذا الإنسان سعيداً برضا الله ، ويحقق الغايات والأهداف التي أرادها له الشارع الحكيم .