آراؤهم

أين أنتم من سوريا ؟

أقسم بآيات الله أنني نويت كتابة ما اشعر به حيال المجازر في سوريا قبيل اسبوعين .. وفي كل مرة أفتح صفحتي وأمكث مدة محدّقة بقلمي وورقتي دون أن أجد ما يمكنني أن أعبر به .. والله ورب الكعبة لا أجد ما يمكنني كتابته .. شعوري وما ينتابني من إحساس لا يمكنه أن يترجم بحرف وكلمة .. 
ذلك أن كل الكلمات انقضت .. كل التعابير والألسن عجزت أن تشرح .. وإن شرحت فمازال الألم الداخلي أبلغ وأعمق .. 
لست في سوريا لكني والله أعيش حالتهم ! 
لن يصل مستوى شعوري ما ينتابهم من مشاعر بكل تأكيد فلن يحس بالطعنة سوى المطعون ! 
لكن كلما استجد خبر عن مجزرة جديدة وكفر جديد أظل كالذي تتلاطمه الأمواج لا يحرك ساكناً !! مشاعر معجونة كثيرة ! 
غضب شديد ! صدمة !غيرة ! خوف ! قلق ! رهبة ! توجس ! انتقام !
تظل تلك الأحاسيس تغلي بداخلي ! 
ما عادت الدموع تكفي ! بعد ما كانت دليل اقصى درجات الحزن والأسى صرتُ أراها رخيصة إزاء ما يحدث في الشام ! 
كل مشهد دموي لا إنساني ولا ديني ولا مذهبي أراه .. يحتاج عقلي مدة طويلة لاستيعابه ..
لا أستطيع استيعاب ما يحدث لا استطيع والله لا استطيع ! 
ولا يمكنني استيعاب ضعف العرب والمسلمين ومن يولى عليهم !! 
لأني لا أفهم أي مسمى مصلحي آخر سوى أن فطرتي كـ إنسانة من بني البشر ! كـ آدمية، الله ربي ومحمد رسولي ! تأبى أن ترضى باستباحة النفس البشرية ودمائها !! 
أياً كان اعتقادها أياً كان مذهبها أياً كان عرقها !! 
تأبى بأي مشهد دموي عدواني حيواني !! 
لا بل أشد وضاعة !! الحيوانات أقلةً تحمل شيئا من الرحمة لا تعرفها تلك القلوب الرجيمة!! 
أين انتم يا عرب يا مسلمين يا رجال ؟؟؟ 
أين هي كلمة “أنا ريّال” أم اننا لا نسمعها سوى في صغرنا كلما اراد اخي اثبات قدرته على شيءٍ ما ! 
“تكفه تهز رجال” “نخيتك” “طلبتك” “وعليّ الطلاق” إلخ … 
أين كل هذا أم انها تقتصر فقط على الحياة الإجتماعية او عشاء فلان وعرس علان ؟؟؟ 
ليتنا نفزع لسوريا مثل ما نفزع في بيوتنا نقهوي الضيف ! 
ليتنا نفزع لسوريا مثلما نفزع للعزايم والمواجيب !! 
أين النخوة والشهامة التي ملأت قصائدنا واشعارنا ودواويننا !!؟؟ 
أم أنها تذكر فقط “للمهايط” ! لأن فاقد الشيء لا يعطيه !!؟ 
لكم يا أشباه البشر ! 
لكل من قتل وعذّب واستباح دم أي “إنسان” لكل من فعل واشترك وشجع وساند قولاً وفعلاً وحتى رأياً 
لا نامت لكم أعين ولا دامت لكم أنامل !! 
لكل من تخاذل وتجاهل واستصغر الألم ! 
لا بقيّ لكم جاه ولا طال بكم منصب ! 
حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل
النصر قريب بوعدٍ من الله 
www.QanoonKw.com