آراؤهم

الربيع والخوارج

بدأ رتم  الأحداث يتوالى بسرعة هائلة جداً … فمنذ أن أضرم محمد بوعزيزي -رحمه الله- النار في نفسه انفجرت الطاقة الكامنة في الشعب التونسي مطالبة بإسقاط النظام الحاكم هناك وتم لهم ما أرادوا عندما هرب الرئيس زين العابدين بن علي من تلك البلاد و سلّم الحكم لهم … بعدها انتقلت تلك العدوى إلى مصر فقد خرجت الحشود 
وهي تحمل نفس المطالب التي حملها الشعب التونسي … و بالفعل نجحوا…فقد تم لهم ما أرادوا و سُلّم الحكم إلى الشعب -كما أرادوا- … تلتها موجة غضب عارمة اجتاحت الشارع الليبي ، فقد وجدوا في تلك الأحداث الدائرة في البلدان المجاورة لهم فرصة على طبق من ذهب للإطاحة بمعمر القذافي لكنه لم يكن كسابقيْه فقد قاتلهم حتى أباد كثيرا من المسلمين هناك قبل أن يتدخل حلف شمال الأطلسي ليدك أهداف إستراتيجية تابعة للنظام حتى أماته بعد أن زهقت أنفس الأبرياء و قتل الأولاد و النساء و إلى آخره … و في سوريا اتخذ السوريون ما حصل في تلك البلدان مثالاً ، فقد بدأت شرارة الأحداث  في محافظة درعا ثم انتقلت إلى باقي القرى و المدن وما زالت دماء المسلمين هناك تسفك والعالم ينظر نظرة المتفرج ولعل ذلك الصمت الدولي المشين الذي يسود الوضع حاليا سببه غامض جداً و يصعب تفسيره لتعقد الظروف التي تمر بها الأزمة والجميع مصاب بالدهشة جراء هذا الخرس … و إني لأخشى أن يكون السبب الكامن خلف هذا السكوت هو كما ذكرته صحيفة الديلي تيلغراف عندما ذكرت بالحرف “أن الغرب سيتدخل عسكرياً في سوريا بحال انهار النظام للاستيلاء على مخزونها من الغاز السام” … أي أنها تريد أن تمتص خيرات سوريا كما يمتص البعوض دم فريسته بعد أن يوشك النظام على السقوط في أيام قلائل ولكن لا أقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل … شاهت وجوهكم و تباً لكم على خططكم التي تحيكونها ضد أمة الإسلام … وأقولها بالحرف الواحد ان حكم الطاغية سينجلي بإذن الله كما تنجلي حلكة الظلام بعد بزوغ الفجر   نسأل المولى عز وجل أن ينصرهم نصرا مؤزرا و أن يرحم الشهداء الذين قتلوا في ما يسمى بـ “الربيع العربي” …
 هكذا كانت سلسلة الأحداث التي وقعت في بلداننا العربية مؤخراً … ولكنني أرفض فكرة خروج الشعب إلى الشارع للإطاحة بالحكومات والرؤساء لأن هذا فكر الخوارج الذي قال عنه صلّى الله عليه وسلم ‏‏”يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ‏‏ سفهاء ‏‏ الأحلام يقولون من خير قول الناس يقرأون القرآن لا يجاوز ‏ ‏تراقيهم ‏ ‏يمرقون ‏ ‏من الإسلام كما ‏ ‏يمرق ‏ ‏السهم من ‏ ‏الرمية ‏ ‏فمن لقيهم فليقتلهم فإن قتلهم أجر عند الله لمن قتلهم” و قد فسر العلماء هذا الحديث بأنهم هم “خوارج اليوم” و أرجع إلى حيث ما بدأت عندما قلت ان هذه الأحداث تسلسلت بسرعة كبيرة جداً و هذا ما يزيدنا تخوفا لأنه إن وقع فستعم الفوضى أرجاء البلاد و فتن كثيرة لا أستطيع حصرها في هذه السطور منها الدمار و إراقة الدماء و إلى آخره. 
المغزى من الكلام السابق ذكره أن علينا الإصلاح في المؤسسات الحكومية والخاصة وأن تدارك أنفسنا فإن الفساد موجود في الكويت 
وبكثرة خصوصا في هذه الأيام …احذروا يا رعاة الفساد و قد أعذر من أنذر.  
 
“اللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها و ما بطن إنك عليم خبير” 
وصلّى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.