كتاب سبر

محمد الوشيحي مخاطباً شبان الأسرة الحاكمة: عُقُلها

شبان الأسرة الحاكمة.. عُقُلها
قلمٌ حبره الحزن يكتب هذه الأسطر، كان الله في عونه، وعون القارئ، وعون شبان الأسرة الحاكمة.. وسقى الله نجدَ وأهلها، الذين إذا أرادوا أن يُخرسوا أحداً ويسكتوه قالوا له: “رأسها” أي امسك رأس فرسك، بمعنى “قف عند حدك”. وأقول أنا اليوم لشبان الأسرة الحاكمة: “عُقلها”، أي حلوا عُقُل (جمع عقال وهو الحبل الذي تربط به الدابة) خيلكم، وانطلقوا.. عقلها يا شبان الأسرة الحاكمة يا من تسكنون خارج المناصب، عقلها يا شبان الأسرة لتنطلق ألسنتكم في الميدان فنرى “كدشها من أصايلها”، عقلها يا شبان الأسرة فلقد ساورتنا مشاعر الأسى تجاهكم بعد كل هذا الصمت، ولا ندري هل أنتم مأمورون بِذا، أم هو اجتهاد منكم، أم هي الحرب والخديعة؟
 ما بالكم تعيشون بيننا بلا أفواه ولا ألسن، ما بالكم تحيون بلا رأي تقولوه ولا استحسان أو استهجان تُبدوه؟ فلا منظّر فيكم ولا مفكر منكم ولا مهاجر ولا مهجِّر. عجباً لأمركم…
قلة تقل عن العدّ من أبناء الأسرة، لا تكاد تُذكر ب”العين المجردة” نراها معنا في شوارع السياسة والصحافة والأدب والاقتصاد والحياة الاجتماعية، في حين تكدست غالبيتكم أمام أبواب الرياضة، فاستحوذ هذا على لعبة الأسكواش، وهرب بها بعيداً عن أعين المارة ، ليسد بها جوع بطنه دون أن يشاركه أحد، واستحوذ ذاك على كرة القدم، وذياك على البولينغ… وهلم جراً وسحبا.
 أسألكم بالله، شبان الأسرة، هل تشككون في مآل الأمور السياسية التي بدأت تتخلص من قبضة الأسرة وقيودها لتتجه إلى الشعب؟ هل لديكم ذرة شك في ذلك؟ هل تدركون خطورة تحالفات النظام مع تجار الأزمات، من لصوص المشاريع الكبرى، وتجار الطائفية الحمراء (لم أقل الخضراء)؟ هل تعرفون جيداً كم استفاد هؤلاء من الوطن ومن النظام، وكم في المقابل قدموا للوطن وللنظام، إذا استثنينا الابتسامات والتصريحات؟ هل تعون جيداً سهولة انتقادكم وتمزيق ظهوركم بسياط النقد والمحاسبة، سواء كنتم في بشوت المناصب أم عرايا بلا بشوت، في مقابل تحريم نقد جاسم الخرافي، دائماً، ومرزوق الغانم، غالباً؟… هل تعرفون كل هذا أم لا؟  وهل تعرفون معنى هذا أم لا؟ أتساءل بكل ما أوتيت من صدق تسنده دهشة.
 بجدية أحدثكم، بعض حلفائكم سيتخلون عنكم ويكشفون ظهوركم متى ما انتفت حاجتهم إليكم، وستبقون أنتم في وجه مدفع الغضب الشعبي، بعد أن تحولت الكويت إلى خرابة يأنف البوم أن ينعق فيها كي لا تخدش كبرياءه… هم نهبوا مشاريع الكهرباء، وتركوا الناس بلا كهرباء، ونهبوا الأراضي، ونهبوا الهواء والماء، وسلخوا الوطن بعد ذبحه، هم عينوا صبيانهم في بعض المناصب الوزارية وشبه الوزارية، فأصبحوا القادة الحقيقيين للوزارات دون أن “يتنزلوا” فيجلسون على كراسيها… هم فعلوا أكثر من هذا، بسطوة عصاكم، أو عصا النظام وتحت بشته، وغداً، في عهد الحكومات المنتخبة التي ستفتح ملفات الشياطين، سيتراجعون إلى الخلف، فلا يرى الناس أمام أعينهم إلا أنتم… فهلّا حللتم عُقُل ألسنتكم وأسمعتمونا صوتكم؟ نريد أن نسمعكم، نسمع أي شيء منكم؛ نسمع آه الألم، ضحكة الانتصار، صفير الاستهجان، أو حتى نحنحة… المهم، طمئنونا أنكم ما زلتم على قيد الحياة.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.