كتاب سبر

تبسبس آه.. تهلس آه.. تسيس لأ!

خالد ابن الزعيم المصرى جمال عبد الناصر، اتهم فى السبعينات من القرن الماضى بإنشاء تنظيم مصر الاحرار الذى قيل إنه وراء التدبير لاعتداءت على رعايا اسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفيد، واضطر خالد عبد الناصر حينها الى الخروج من مصر فى غيبة طويلة قطعها الرئيس السابق مبارك حين استدعاه للرجوع إلى بلده وقابله فى قصره ناصحاً إياه كما ينصح الاب ابنه : إسمع يابنى : تبسبس آه ( من البيزنس) .. تهلس آه ( مفهومة) …تسيس لأ!! .
هذه الحكاية روت على ذمة محمد حسنين هيكل فى شهادته على عصر مبارك ولكنها تصح ايضا فى تحليل عصر هيكل الواقع السياسى الكويتى الذى صار “كور مخلبص” لا تعرف فيه المبسبس من المهلس من المسيس!!
أهل البزنيس يرون السياسة بورصة لمصالحهم فإن أجدبت واصفرت ” البيزات” لجأوا الى أسهم ساحة  الإرادة الخضراء وان اخضرت “الدراهم” من بعد أمطار المناقصات والمشاريع ” صفروا ” استهجاناً لكل تجمع فى الارادة , وأهل ” الهلس” السياسة عنده هي فن ” المنتن”, والمنتن هنا قد يكون روائح خبيثة لكلمة قذرة خرجت من سياق الشرع إلى سوقية الشوارعية أو تكون جملة جرباء قاصية عن قطيع  جمال الأخلاق أو تكون مقالة ما بين سطورها لكل “مقام ” تشاحن وتناحر مقال مدفوع الثمن !!.
تعودنا على ” البسبسة ” و” التهليس” طوال السنوات الماضية وصار عندنا مناعة ذاتية بعد التطعيم بمواقف شتى متباينة ممن كنا نحسبهم  عوناً فصاروا “فرعون” وبين من كنا نحسبهم “ملائكة ” فتحولوا الى ” ملاك” عقارات ومن مما كانوا يقولون إنهم اهل ” الدستور” فصاروا يقولون ” استر ” على ما واجهت …نعم تعودنا وسنحضر كالعادة ساحة الارادة الخضراء لأن دربنا الدستورى فيها اخضر مرصوفة على جانبيه المادتان السادسة والرابعة والأربعون من الدستور ومن لم  يحضر من اخواننا مخالفاً لنا فى الرأى وقلبه مطمئن بالدستور فلا تثريب عليه ولن يفسد لودنا معه قضية أما، أهل البيزنس والتهليس فكل ما أستطيع القول لهم هو القول المبارك  : تبسبس آه …تهلس آه, تسيس لأ!!.
@bin_hegri