غياب الإنتاج في حياة كثير من الشباب الكويتي وركون كثير منهم إلى الدعة ذنب مشترك بينهم وبين الحكومة،ولو أردنا توزيع اللوم بالإنصاف لنالت الحكومة من اللوم جزءًا لا يقل عن سبعين بالمئة!
فالشاب الذي يرى أقصى طموحاته في المناصب والأماكن القيادية توزع بطريقة (الهبة) و(الشرهات) و(التوريث) وغيرها من الطرق التي لا تمت للعدالة بصلة لن يجد دوافع قوية تدفعه لاستكمال السير في طريقه لتحقيق حلمه!، البلد الذي يكون فيه تحقيق الأحلام وفقاً (لمشتهى المعازيب) يستحيل عليه إنجاب النوابغ والمنتجين.
والبلد الذي يقيّم فيه الناس بمسمياتهم العائلية وليس بقدراتهم العلمية لن ترى فيه عالماً منتجاً يلبّي طموحاته ويواكب ركب التقدم العلمي!.
والبلد الذي يُشغل فيه الناس بسفاسف الأمور والكلام في أمور تجاوزتها الأمم المتقدمة منذ مئات السنين لن ترى فيه من آثار العلم رسماً ولن تجد فيه إلا ما يُفرح العدو ويسوء الصديق!.
فتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص هو الميدان الوحيد الذي لا ينضب ولا يتوقف عن إنجاب النوابغ…وتقييم الناس وفق قدراتهم العلمية والإنتاجية هو السبيل الوحيد الذي يقضي على فتور وضعف العلماء.
ولو أردت الاستطراد في تعداد الأسباب المخذلة للشباب لطال المقال وخرج عن مقصده من التنبيه والإشارات السريعة لمواطن الخلل، وكل هذه الأسباب المثبطة للشباب عن التحصيل العلمي والسعي للإنتاج مرجعها في الحقيقة غياب العدالة الاجتماعية كما بيّن ذلك ابن خلدون في مقدمته عندما قال:
(اعلم أن العدوان على الناس في أموالهم ذاهب بآمالهم في تحصيلها واكتسابها لما يرونه حينئذ من أن غايتها ومصيرها انتهابها من أيديهم وإذا ذهبت آمالهم في اكتسابها وتحصيلها انقبضت أيديهم عن السعي في ذلك وعلى قدر الاعتداء ونسبته يكون انقباض الرعايا عن السعي في الاكتساب فإذا كان الاعتداء كثيرا عاما في جميع أبواب المعاش كان القعود عن الكسب كذلك لذهابه بالآمال جملة بدخوله من جميع أبوابها وإن كان الاعتداء يسيرا كان الانقباض عن الكسب على نسبته)!.
تويتر:a_do5y
أضف تعليق