كتاب سبر

أنا أقر.. وأحترق!

حسناء يكاد ثوب “النفط” الفضفاض المزركش أن يأكل منها حتة. أهل الاقتصاد كل يوم ينشدون عند عتبات حقولها : قل للإمارة ذات الذهب الأسود ماذا فعلت بمؤشر “ناسداك” *العالمي ! , ولادة مستكفية تستوي على عرش براميلها النفطية فيخطب ودها الف ابن زيدون من نيويورك إلى شانجهاى , قَدُ مساحتها المياس النحيل تغار منه كروش الدول المترهلة مساحيا الممتدة لمئات الآلاف من الكيلومترات المربعة فيتنهدون حسرة أمام مواطنيهم التواقين إلى بنية تحتية قائلين لهم ” هذا بلا أبوك يا عقاب “، تاريخها ما قل ودل وشعبها ما قل وذلل الصعاب أمام أي خطة تنموية يراد بها وجه التطور .
الكويت الولادة أصبحت عاقراً، والهة تصك وجهها كل يوم بصرار المشاكل, وأمسى حسنها الفتان يذوى أمام أعين عاشق يقول :لا ابعد الله روحها، وأمام حاسد جذلان يسر ويشمت !! جوهرة تاج الخليج صارت بفعل فاعل “تاج محل” الفوضى والفساد فانا لله وإنا إليه راجعون !!
وليس وجه الغرابة هنا أن الحسناء الإقليمية تحولت إلى شمطاء مقلمة الأظافر تنموياً ولا ان شعبها النفطي ليس أدرى بشعاب الرفاهية ولا ان أسرار مشاريع تنميتنا الملياريه محلك سر فى “بير” مصلحة ما , ولكن الغريب ان الفيروس المتسبب بكل هذا هو من يدعي ان الطبيب هو أساس البلاء فيحمله وزر الوجع ويتطاول على وصفات علاجه ويصفها بالغوغائية والمصلحية!
أنا شاهد من أهل ساحة الإرادة وأقر هنا واعترف باني لم اخرج إلي ربوعها يوماً حباً في معارضة ولا كرها في حكومة بل خرجت إليها فقط لأني مستورد متضخم لكل آفات السلطات جميعاَ .
أنا من تخنقني الزحمة حين أصبح وتخنقني العبرة حين أنام، وأنا من رد أطفالي إلى أرذل ” زهايمر” التعليم فأصبحوا لا يدرون من بعد علم المدارس شيئا، وأنا من تداويني المستشفيات الحكومية وهى عليلة تئن من الإهمال , وأنا الشقي ذو العمر الطويل مع قروض البنوك التي دخلت مغارتها يوماً قائلاً : افتح يا سم !! أبتغى علاء بيت يضم شتاتي مع أولادي بعد ان أخلفت مواعيد عرقوب الإسكان وعد دستوري وداخل المغارة ساوم راتبي الأربعين بالمائة حرامي من الفوائد حتى تبخر واحترق! , أنا من كفنت أجفاني حلم الشموع المبدعة من أبناء وطني التي ماتت عطشى “لأوكسجين” رعاية وعطف , أنا من رأيت أبناء الشهداء ينامون على أرصفة طريق الجنسية ورأيت أبناء شهادة الزور يقطعونها ذهاباً وإياباً, أنا الطوفة الهبيطة التي طولها مئة وثلاث وثمانون مادة دستورية وعرضها مستباح بفعل ثغرة تعبر منها رياح مصالح التجار والطوائف ولا تريد الحكومة و المتنفذون ان يسدوها لنستريح !! .
أنا المضاد الحيوي الذي ستسقط نيران برده وسلامه كل أسراب الغربان التي تنعق في سماء وطني بكل ما هو ضد الحياة الكريمة , وأنا وليست فيروسات الإفك من سيبقى مرابطاً بجانب “كوت” حسنائي الكويت حتى ترمش أهداب عيونها السود وينبض قلبها الأبيض لتستيقظ وتشرع نافذة الدستور على مصراعيها لتتنفس هواء إرادتي وتهمس لي على قدر أملها : أرجوك يا مصدر السلطات أعطني هذا الدواء.. نعم أنا ذاك المواطن ” الأدري” الذي يقر ويحترق لكي تلامس خصلات نار مشاعره الوطنية وجه قمر بلاده فيتورد خد بدرها مجداً وعزا .
* ناسداك : مؤشر البورصة العالمية.
@bin_hegri

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.