الهزيمة مرّة بكل أنواعها وحالاتها…وتتفاوت تبعاتها وآثارها على أرض الواقع باختلاف نوعها…فالهزيمة الماديّة وتكبّد الخسائر منها يمكن التغلب عليها بالعزائم القوية والإيمان- بعد الله- بنبل القضية التي نناضل من أجلها…وهناك هزيمة أخرى لا يمكن التغلب عليها وإن أمكن فبعد عناء طويل لا يطيقه إلا قلائل الرجال وهي الهزيمة النفسية.
فالهزيمة النفسية هي انكسار ذاتي وانهيار داخلي لكل العزائم والمعاني الجميلة التي تحدو بنا نحو النضال من أجل قضايانا …والأساس الذي يُهدم ويُغيّب لا تستطيع أن تبني عليه بيتاً فضلا عن تشييد الصروح الشامخة …!
والهزيمة النفسية لا يمكن حصر مجالاتها لأنها تختلف باختلاف عزائم الناس وتطلّعاتهم ولكن يمكن قياس فظاعتها وآثارها من خلال النظر للقضية التي يُناضل من أجلها…؟!!
فالذي يُهزم نفسيًّا وينهار لأمرٍ تافهٍ لا يُنظر له كما يُنظر لرجل تصدّى لانتشال بلدٍ كامل من ركام الفساد وتجديد الدماء في جسده الهامد…؟!
فهذا الرجل هزيمته النفسية ونكوله عن مواصلة النضال هي دعوى لتسوية صفوف صلاة الجنازة على البلد الذي استسلم للموت وسلّمه آخر رمق يربطه بالحياة…!
فالذي يتصدّى لأمثال هذه القضايا المصيرية يجب عليه أن يزيل من قاموسه كلمة هزيمة…وأن لا يسمح لها أن تمر على قلبه حتى ولو كان مروراً سريعاً كمرور الكرام،لأن هزيمته هذه لن تقف على محيطه الشخصي فحسب بل ستتجاوزه إلى مدى بعيد وتقتل عزائم آلاف الأشخاص الذين رأوا فيه الأمل -بعد الله- لإنقاذ ما يمكن انقاذه في هذا البلد الجريح…!!
تويتر:a_do5y


أضف تعليق