من المفاهيم التي لم تقف عند حدٍّ معيّن من الانتكاسة مفهوم الثقافة..
فالبعض بات يفهم الثقافة على غير حقيقتها ويرى بأن الثقافة هي التعقيد في العبارة والغموض في المعاني والتوغل في الطلاسم…وكلما ازداد الإنسان غموضا ازداد ثقافة!
وكما أن الباطنية هي بوابة الزنادقة والملحدين للدخول في الإسلام وهدمه من الداخل أصبحت الحداثة بوابة (ادعياء الثقافة) وهدمها من الداخل…!
فكثير من الجهلة وجد في غموض الحداثة وطلاسم الحداثيين وتنازع أدعيائها حول حقيقتها مدخلاً سهلاً للثقافة…فكل ما عليك هو التشدق في الكلام وتركيب جمل متنافرة مع بعضها وإحالة كل مستفسر عن معانيك على (بطن الشاعر) وستصبح أكثر ثقافة و حداثة من أدونيس!.
وازدياد هؤلاء في تويتر سببه أن تويتر ميدان فسيح للنقاش ودخوله بلا وعي وثقافة سيجعلك تكتفي بالجلوس على المدرجات للمشاهدة فقط…ولكن هناك مجموعة تستعجل (السيادة الفكرية) ولا تريد الاكتفاء بالجلوس على المدرجات فلا تجد أسهل من الغموض طريقاً لمزاحمة المثقفين حتى ولو بغير وجه حق…حتى أصبح حالهم كما قال العقاد:
(إن الواحد من هؤلاء عندما يحاول يتفلسف فإنه يلخبط الدنيا كلها ويعقدها ألف عقدة…ثم يحاول أن يحلّها واحدة واحدة…فإذا عجز-وهذا طبيعي- اتهم الدنيا كلها بالغموض…ومادام العالم كله غامضاً…فليس غريباً أن يكون هو كذلك)…؟!!
المصدر:


أضف تعليق