كتاب سبر

مراهقة الوشيحى …وطمام المرحوم !!

إن استمر وضعنا الثقافي على ما هو عليه فمن المؤكد أننى سأجعل حكمة ” دور بيها يا الشمالى …دور بيها ” شعاراً لي فى المرحلة القادمة! 
فالحال الثقافية العربية لا تسر لا ” عدوية” ولا “أديب” ,وتعيش حالة وضع متعسرة تحتاج إلى إجازة وضع نقاطها على حروفها لعل وعسى نضحي ” بالجنون ” لتحيا الأمة العربية!. 
ذات الثقافة العربي غير مصونة ويلزمها عملية قيصرية تقطع فيها أوصال غول الجهل كما قطع يوليوس قيصر يوماً اوصال الغال الفرنسى بمشرط مجد روما …الجهل اليوم سيد الموقف وسيدنا الجهل صار يــ(س)ــشور بشعرنا وأدبنا العربى من خلال رياح فهمه العقيم حتى حوّل الشعر غجريا مجنوناً وأفسد الأدب الغزير حتى صار قليل الأدب لا حيلة  له فيختال ضاحكاً من الحسن حتى كاد ان يتكلما !!
صديقنا الأستاذ محمد الوشيحى غرد من على ” الغصون ” التويترية بتغريدة”جابت العيد ” وعندما يأتى عيد الوشيحى فانفخوا “البلالين ” وأوقدوا الشموع وادعوا الله وأعينكم تفيض من الدمع ان وليمة الثناء والهجاء تزيد ولا تنقص، فالرجل صاحب حضور فى قلوب الكثيرين وصاحب “انصراف” فى قلوب كثيرين أُخر …باختصار هذا الرجل ” جهاز بصمة ” يمشى على قدمين فى طول وعرض أرض الاعلام الكويتى وعيده هو عيد (فلان)ــتين و(علان) تين ” أحمر فاقع لونه يسر المتابعين .
عيدية الوشيحى كانت تغريدة سطر فيها أدبياً بعضا من ملاعيب الواد الشقي أبي سلمان ايام مراهقته وأنا أعتب عليه عدم وضع تحذير قبل التغرودة يقول فيه :(لا تترك التغرودة فى متناول ” المتطفلين ” على الادب والثقافة ) فاللون البلاغى الذى اختاره لا يفهمه من يجيدون “بلاغة الشف” فقط ممن يحسبون كل صيحة شعوريةٍ عليهم ولا يفرقون بين حروف أدبية وانحراف قليل الأدب ولا يعون انه احياناً قد يكون فخ عقولهم أصغر من عصفور الأغاريد !! .
وأنا من هذا المنبر “السبري” اوجه رسالة الى حسني النوايا من المغردين الساخطين على تغريد الوشيحى اقول فيها إن شاعر العرب كعب بن زهير وهو خير من ابي سلمان قال فى حضرة من هو قطعاً خير منكم ومنا رسولنا عليه افضل الصلوات وأتم التسليم قصيدة البردة التى تقول أول ابياتها
بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ * مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا * إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً * لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ * كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ
وما ان فرغ ابن زهير من انشاده حتى أهداه النبى عليه السلام بردته التى سميت القصيدة باسمها لأنه فداه أمى وأبى من اوتى مجامع الكلم ولكل مقال عنده مقام فلم يعترض على مثل تلك المقدمة السُعادية التى لا يخلو منها لسان العرب  ….فهل لكم فى رسول الله اسوة حسنه !! ام أنكم مش عم تحكوا عربى !!
اما ذوو النوايا السيئة ممن صاروا فجأة ملائكة يمشون فى الارض وأصبح كل ذي خطيئة ” متنيله بستين نيله ” منهم يرمي ابا سلمان بحجر استهجان فأقول لهم انتم تماماً كالرجل الذى سافر يوماَ مع غلام له قلم توسط الطريق سأل غلامه : اى يوم صلينا الجمعة فى بغداد ؟! ففكر الغلام طويلاَ ثم قال : أظنه الثلاثاء يا سيدى !
انتم مشتتون الله يحييكم تعيشون أربعين الشتات المبدأي فصرتم كالغراب الذى حاول ان يقلد مشية الحمامه فأضاع مشيته !! ولو كان حرصكم على العادات والتقاليد حقيقياً فأين كنتم يوم ان حميت ” القراطيس ” الشاتمه لقبائل وعوائل واسر؟ وأين انتم من قواميس الخزي والعار التى فاضت زبى مجتمعنا منها والتى يتوضأ الوطن بدموعه كلما  مس نجاسة فهارسها !!
حال هؤلاء ممن يرون القذى فى تغريدة ولا يرون الجذع فى عين تغاريد أخرى يشبه قصة رجل حل ضيفاً على رجل اخر فجلس يحادثه بعد القهوة عن سقف ديوانه فقال المضيف  : اللى بناها وطم سقفها المرحوم والدي ..وأثناء حركة المضيف أحدث صوتاً وانتم بكرامة فحاول ان ” يرقع السالفة ” بان رفع صوته وتنحنح مشيراً بيده الى السقف وهو يقول : راح نكشف سقفها ونطمه من جديد …فما كان من الضيف الذى فهم اللعبة إلا ان قال : يا ليتك خليتها على طمام المرحوم ” !!