كتاب سبر

نوفا وزارة الاعلام

رغم تشابة حروف كلمتى ” مَسِج ” و”سَمِج” إلا انه بينهما فى المعنى  اختلاف كبير يفرض هيبته. فمسج كلمة إنكليزية تعنى رسالة نصية وكلمة سمج تجسيد فصيح عربى للمعنى العامى “ثقيل طينة ” !! .

مسجات وزارة الاعلام الاخيرة بشان الحث على المشاركة فى الانتخابات قد نجحت والشهادة لله فى ما لم تنجح به كل برامجها الاخرى سواء ما كانت خاصة بحملات الترشيد او تلك الحاثة على الوحدة الوطنية فهى حققت وحدة المعانى لرشيدة وبكل جدارة بين كلمتى ” مسج ” و”سمج” ودمجتهما تحت شعار (حملة اعلامية واحدة ذات رسالة سمجة) !!.

وزارة الاعلام تريد بحملة مسجاتها ان تبيع ” سمچ ” فى بحرنا الانتخابى!!  فتحولت الى طرف غير محايد يدفع فى اتجاه أحادى بينما المفروض بها ان تكون ممثلة للامة جمعاء سواء من التزم المشاركة منها أو من حمل شعار المقاطعة ,وهذا هو بالضبط ما نص عليه الدستور عندما جعل الوزير ممثلا للامة جمعاء بصفته عضوا فى مجلس الامة وليس ممثلاً “لناس وناس “وهو وصف دستورى يجرى بالطبع حكماً على وزير الاعلام ووزارته !! .

المشاركة والمقاطعة خياران شعبيان يتخذهما المواطنون كلٍ بحسب قناعاته وحقوقه الدستورية لا جدال فى هذا ولا ” مسج” .والوزارة نفسها فى بيان سابق لها وصفت الفترة التى تسبق يوم الاقتراع بفترة الصمت الانتخابى واعتبرتها فترة تروى وتفكير فلم تتطفل الان على صمت الانتخابات بنغمات مسجاتها الموجهة عبر الاثير !! وهى كذلك اصدرت قانونا نظمت به الدعاية الانتخابية للمرشحين بحجة عدم التأثير على العملية الانتخابية ونزاهتها فكيف تدفع الان الاموال الطائلة لمسجات تؤثر فيها على قرارات المواطنين !! .

على العموم لا اظن مسجات الاعلام ستؤثر كثيراً على قرارات مجتمع طارت قناعاته بارزاقها سواء بالمشاركة او بالمقاطعة وبالتاكيد لن تتغير موجة اثير دفة  اتجاهاته باى حال من الاحوال ولن تنفع “جاهيات” مسجات الاعلام مهما كانت “دزة” عباراتها مملوحة ومدغدغة للمشاعر الوطنيه !! واظن كذلك ان مصير الاموال التى دفعت لترويج فكرة المشاركة سيكون مصيرها تماما ً كمصير دعايات شركة جنرال موترز التى انزلت طرازاً جديداً من سياراتها يسمى ” نوفا” فى المكسيك وقامت باللازم من الدعاية له وبعد شهور كانت مبيعات هذا الطراز تساوى صفر تقريباً  !! .. وعندما بحثت  ادارة الشركة عن سبب تردى مبيعات “نوفاها ” تكشف لها ان معنى اسم نوفا فى المكسيك هو …..لن تمشى !!