بعبع “الجامية”
عبدالكريم دوخي الشمري
من أراد البحث عن الحقيقة عن طريق الحوار العلمي عليه أن يلتزم باللغة العلمية ويضع الحدود الواضحة لكلامه حتى يتعرّف الناس على ماهيّة الشيء الذي يُبحث فيه…أمّا الكلام العام والتهم العارية من الأدلة فسلاح يستطيع خصمك نزعه من يدك في أي لحظة ومحاربتك به…!
فمن يحارب (الجامية) ويصفهم بمشايخ السلطة عليه أن يجلّيهم ويوضحهم ويسميهم وينصب الأدلة التي تجلّي نفاقهم للسلطة وتثبت ما ادّعاه من أن السلطة (فاتحة لهم الحنفيّة)…لا سيما وأن محاربة مشايخ السلطة طاعة وقربة إذا كان مشايخ السلطة هم -كما يتبادر إلى ذهني عند سماع الاسم للوهلة الأولى- المنافقون الذين يحللون للسلطة ما حرّمه الله ويزيّنون لهم الباطل…و لأن طبول الحرب -العلمية-دقت وبدأ -بعض الناس- لضعف حجته يتقوّى بأحراره على طريقة (هواش المدارس) ويستعدي على (الجاميّة) كل من هب ودب دون الإلتفات إلى الأهليّة العلمية فلم يعد للمجاملة متسعاً فليسمًّ لنا شيوخاً ينتسبون للجامية حتى نرى صفات مشايخ السلطة هل تنطبق عليهم أم لا…؟!
أمّا أن نشير إلى مشايخ هم أبعد الناس عن بلاط الحاكم والتنفع منه لمجرّد أن توافقت فتاواهم -التي قالوا بها منذ زمن بعيد يسبق الأحداث وإنما أكسبتها الأحداث شهرة فقط ومازالوا يقولون بها وهم متبعون بذلك لكبار الأئمة -مع مصالح الحاكم بعلماء سلطة فهذا ظلم واجحاف لا يقدم عليه من يراقب الله سبحانه ومن كان صادقاً في طلب الحقيقة…؟!!
لا نستطيع لوم رجل تبنى رأي وحشد له الأدلة التي تدعمه وتقويه لمجرّد أن الحاكم استفاد من رأيه وطوّعه وفق مصالح معيّنة…فاللوم في هذه الحال ينصب على الحاكم الذي أخذ من الدين جزءاً وترك جزءاً مخالفاً بذلك قوله تعالى{ادخلوا في السلم كافة}…أمّا صاحب الرأي لا لوم إليه إن كان قائلاً بهذا الرأي ليقينه بأنه الحق…!
فالذين قالوا بهذا الرأي الذي استفاد منه الحاكم ليتعامل به مع وضع سياسي راهن لو سُئلوا في زمن ومكان غير هذا لقالوا به فهم يقولوا به تديّناً لله وليس لارضاء الحاكم ونظرة سريعة في مؤلفاتهم وشروحهم الصوتية تجد هذا الشي واضحاً وموجوداً عندهم منذ سنين طويلة…؟!!
أمّا حشد الجماهير على طريقة (فزعات المدارس) والتطبيل بلغة (الأحرار والأحرار) فهذا دليل على ضعف الحيلة وانعدام الحجة (وكلام ماخوذ خيره)…وإرهاب فكري لا يؤثر على من يقول برأيٍ ما تديّناً لله…بل يضر من يلجأ إليه ويعرّي مبادئه الهشّة التي لم تصمد أمام أول اختبار جاد…؟!!
ولو نظرنا إلى نقد من يسمونهم بمشايخ السلطة لم يأخذ من مسمى النقد إلا اسمه…أمّا حقيقته فنستطيع أن نقول افتراء وأفضل ما قيل فيه هو كلام عاطفي يفتقر إلى الدليل…يستطيع أي شخص توجيه إلى أي فئة تختلف معه في الرأي…!
وفي الختام أكرر مرّة أخرى من أراد الوصول للحقيقة فليكن واضحاً ويسمّي شيخاً من مشايخ الجامية عرف بسمره في بلاط السلطة وتنفعه منها…!!
ونحن نتفق ونؤيد كل منتقد لمشايخ السلطة إذا ذكروا لنا اسماً واحداً وأثبتوا لنا تنفّعه من السلطة وسمره الدائم في بلاطها…!!!
ملاحظة:
أنا تعمّدت عدم ذكر أسماء المردود عليهم لأنهم كثر…فمحاربة الكيان البعبعي (الجامية) الذي نسمع به ولا نراه أصبحت وظيفة من لا وظيفة لديه…وعند التحقيق والتحاور مع بعضهم يتبيّن أن المقصود بالجامية لا توجد علاقة تربطهم بالسلطة إلا ظنون متهمهم السيّئة…؟!!
عبدالكريم دوخي الشمري
تويتر:a_do5y


أضف تعليق