كتاب سبر

اللهجة ليست صكوك مواطنة…؟!

من الأمور التي تدلل على أننا نسير نحو الهاوية بسرعة تفوق سرعة الأمم الأخرى في سيرها نحو التقدّم بأضعاف مضاعفة انشغالنا بأمور تافة كلهجتنا وقربها وبعدها عن (مشتهى بعض اهل الكويت)…!!
بداية لا يستطيع أحد أن يثبت بأن أهل الكويت سابقاً كانوا متفقين على لهجة موحّدة دون وجود اختلافات سواء في بعض المفردات أو في طريقة النطق…فالحكم على صحّة مواطنة شخص من عدمه بناء على موافقته للهجة شريحة اجتماعية معينة هو نوع من التسطيح لمفهوم المواطنة ونوع من التعالي المذموم…فلا يصح أن نجعل لهجة شريحة معينة هو محور سلامة مواطتنا…!
ومع أن هذا النفس الطبقي البغيض موجود ولكنه بفضل من قلّة قليلة لا تجد قبولاً حتى في أوساطها الإجتماعية…إلا أن البعض في الطرف الآخر يبالغ في ردّة الفعل فيتكلم بلهجه وكأننا في مسلسل (وضحا وابن عجلان) ليغيظ هؤلاء…وهذا مع الأسف يعزز مفهوم النديّة (الوهميّة) بين الحضر والبدو في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى ائتلاف النفوس والكلمة…!
لا أحد ينكر بأن هناك مفردات أصبحت (مشترك كويتي) ومميزة للكويتيين عن باقي دول مجلس التعاون الخليجي فلماذا يتجنبها البعض ويصر على بعث مفردات عفا عليه الزمن وتعزز نعرات طبقية وقبلية نحن في غنى عنها…؟!
لو كانت هذه الأمور حبيسة مجالس طبقة اجتماعية معينة متقوقعة على نفسها وترى في نفسها من الأصالة والعلو مالا يراه غيرها فيها لكان الكلام فيها من فضول الكلام ومن العبث…ولكن بعد أن بدأت هذه الأمور تطل برأسها من على وسائل الإعلام فيجب أن تكون هناك وقفة جادة من الغيورين على البلد وخصوصاً من أصحاب القنوات الإعلامية حتى لا يتمادى هؤلاء وينساقون خلف النديّة (الوهمية) وتنعكس على واقعنا المليء والمكتفي ذاتيّا من المشاكل…!!!
تويتر: a_do5y

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.