“بنياتا” البدون
بقلم.. محمد المعن
كما هو معروف “البنياتا” هي عادة مكسيكية أو صينية قديمة تمارس بالاحتفالات وتكون على شكل وضع مجسّم من الفخار المغطى بالألوان أو الملصقات الملونة، ويكون هذا المجسّم مملؤا بالحلويات ثم يتم تعليقه وضربه من قبل أشخاص معصوبي الأعيّن حتى يكون هناك طرافة وصعوبة بالموضوع.
لا أعرف لما أوردت هذا المثال، هل لأن هنالك ضرب دائم في هذه الفئة المغلوبة على أمرها أم لأن الحكومة معصوبة الأعيّن في طريقة تعاملها مع هذه المشكلة.
فلو أننا تتبعنا أبعاد هذه القضية على مدى الخمسين سنة التي مضت، فإننا سنلاحظ تعاملًا سلبيًا جدًا للحكومة معها، وصل في الفترة الأخيرة إلى درجة الاعتداء بالضرب واستعمال وسائل لم نعهدها في مجتمعنا المسالم، فمهما كانت المطالبات البدونية تتسم بالسلمية والمشروعية، فإن الحكومة كانت ترد عليها بصرامة، للأسف الشديد أن هناك أطرافًا وأشخاصًا معينين كانوا في طريقة تعاملهم مع هذه القضية أكثر صرامة وتشدد من الحكومة نفسها، وذلك تحت عذر النسيج الاجتماعي والتركيبة السكانية، وكأنما هذه الفئة قد أتت أو تجمعت من قبائل أمازونية أو من غياهب إفريقيا، ثم أين هذا النسيج الاجتماعي أو اللحمة الوطنية التي يتحدثون عنها وقد رأينا صراعًا وتناحرًا غير مسبوقيّن، وخصوصًا في الفترة الأخيرة وتكسبًا من البعض على حساب هذه الاختلافات.
بلادنا تمر بمرحلة مفصلية، وللأسف فأن الحكومة تعاملت مع قضايا كثيرة بسياسة الوقت كفيل بحلها فهمّشت الكثير من هذه القضايا، والتي كان أهمها قضية البدون.
هل ستستمر الحكومة بوضع عصابة على عينيها وضرب “بنياتا” البدون بشكل عشوائي، ظنًا منها أن هذا حل للمشكلة؟
هل تتوقّع الحكومة أن “بنياتا” البدون في حالة كسرها، ستخرج حلولًا ترضيها أم إن النتائج ستكون مرة على عكس الحلوى التي توضع في بطن “البنياتا”؟

أضف تعليق