آراؤهم

الكويت دولة مدنية

“احنا مالنا شغل بالشرع، احنا دولة مدنية”.. هذه العبارة أو ما يشبهها قيلت من قبل أحد الجهال الذين ولدوا وعاشوا وتربوا وهم يسمعون كلمة مجملة لا معنى موحدًا لها ليفسرها من هم أكثر جهلًا، بأنها فصل الدين عن الدولة ليتربى الجاهل الأول وفقًا لمعنى مغلوط، ليشب بعدها على نفس ذلك المعنى المغلوط والأسوأ أن يصدر هذا المعنى المغلوط وهو يعتقد أنه بعمله هذا يحسن صنعًا، أن هذه الأفكار التغريبية والأيادي الخفية التي اتت إلى مجتمعنا بلباس عربي وبزي نظيف مكوي، وربما بنعل نجدي في بعض الأحيان هي من ولدت لنا هذه التبعية المقيتة في كل شيء، لما يسمى بالحضارة الغربية، فطوال الوقت نسمع عن لفظ الديمقراطية، ولم نر منها سوى الصراخ والعويل والتهديد والصهيل، وان هدأت الأصوات وقلّ النباح بدأت الصفقات السياسية تلوح من تحت لتحت، لتنتهي العواصف دون أثر ملموس، يمكن لرجل الشارع المسكين المعذّب أن يلمسه، وبعدها نقول نحن دولة مدنية، ودولة قانون ومؤسسات.
الحقيقة أن الموضوع لا يعدو كونه حلقة من سلسلة مؤامرة كبيرة، نحن وللأسف ضحيتها فقرارنا السياسي الخارجي ليس في أيدينا، وفي كثير من الأحيان نضطر لشراء الحلفاء أو أحيانا شراء سكوت بعض العملاء، ممن عشعشوا على كراسي حكم الأمة العربية بأموال الشعب، ليثروا هم ننتظر نحن قطار التنمية الذي مات البعض منّا ولم يره أبنائه، وربما لن يروه هم أيضًا، لا بد وأن نعيد تقييمنا للموقف السياسي الداخلي، وطريقة إدارة البلاد فأن كانت الكويت دولة علمانية بالمعنى المراد لها أن تكون دولة مدنية، فإذًا لن نستغرب أن ياتي اليوم الذي نذهب فيه للصلاة بالبطاقات الممغنطة لزوم التضييق وتضطر بناتنا لخلع الحجاب في مرافق التعليم، وعندها قد نرمى في السجون ونتهم بأباطيل لا أساس لها من الصحة أو لنفسّر المدنية ما هي؟ هل هي الدولة المراعية لأوامر الله تعالى باقامة شرعه واجتناب نهيه؟ وحقوق العباد بإقامة العدل بينهم وتوفير الحياة الكريمة لمن يعولون، ومراعية لشكل البلد الخارجي في جميع المجالات التعليمية والصحية والصناعية والخدمية وتطويرها، بما يتلاءم مع مقدرات البلاد، فإن كانت بهذا المعنى، فاليد باليد ولنعد كويت الماضي بثوب الحاضر لننطلق بصدق للمستقبل.
ofoqm@hotmail.com
 @banwan16