محليات

ميزانيته تجاوزت المليار ونصف المليار دينار بعد بناء 29 ملجأ من الكوارث
د.رنا الفارس: مشروع جامعة الشدادية سيتحول إلى فندق 7 نجوم

راهنت مديرة البرنامج الإنشائي في جامعة الكويت د. رنا الفارس على أن تكون جامعة الشدادية التي يجري إنشاؤها بمثابة فندق 7 نجوم، وأشارت إلى أن ميزانية المشروع ارتفعت لتتجاوز المليار ونصف المليار دينار بسبب إنشاء 29 ملجأ عاماً من الكوارث يستوعب 300 إلى 400 شخص.  

واعتبرت د.رنا الفارس في حوار لها مع جريدة الجريدة أجراه الزميل يوسف العبدالله أن الحريق الذي اندلع الأسبوع الماضي في مشروع الجامعة لن يؤثر على سيره ولن يكبد الدولة أية خسائر “لأن هذا المشروع تحت مسؤولية المقاول خلال السنوات العشر المقبلة”.

وقالت إن «الشدادية» فندق 7 نجوم والنقطة المضيئة للتنمية التي ستشهدها البلاد، مشيرة إلى أن ست كليات دخلت حيز التنفيذ من أصل تسع في الحرم الرئيسي، كاشفة عن وجود خطة للتشغيل الجزئي للمشروع للاستفادة منها، وأنه «لا أحد ينكر التأخير في المشروع إلا أنهم لن ينظروا إلى الوراء، وأنه آن الأوان لبناء جامعات حكومية أخرى».
وأوضحت الفارس أن «الطاقة الاستيعابية للمدينة الجامعية 40 الف طالب و10 آلاف عضو هيئة تدريس، والمخطط الهيكلي للحرم الجامعي أخذ التوسعات المستقبلية بعين الاعتبار، وأنه لا يعقل أن يأتي كل طالب بسيارته للجامعة، لذا فهناك تجهيز لمواقف سيارات لنحو 70% من الطلبة، كما أن بناء 29 ملجأ عاماً للكوارث يستوعب كل منها من 300 إلى 400 شخص أدى إلى زيادة ميزانية المشروع». وفي ما يلي نص اللقاء:
• حريق مدينة صباح السالم الجامعية… كيف؟ وما الأسباب؟
في البداية، الشركة التي تنفذ المشروع هي شركة «أرابتك» الإماراتية العالمية (وهي ذات الشركة المتحالفة مع شركتي سامسونغ الكورية وبيسيكس البلجيكية  في تنفيذ برج خليفة) بالتضامن مع شركة المجموعة المشتركة لتنفيذ كليتي الآداب والتربية، ويعتبر اداء المقاول اكثر من متميز حيث يبذل ما في وسعه ليتم التسليم بحسب الجدول الزمني المعتمد، وفي عدة نقاط تسليم مرحلية التزم بالتسليم قبل الموعد، ويعد هذا المشروع أول مشروع للشركة في الكويت، وكل من يعمل به يعمل تحت ضغط ويبذل طاقة عالية لإنجاز المشروع بسرعة، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
وحادث الحريق وقع بداية الشهر بدأ في مبنى كلية التربية بنات ومن ثم انتشر بفعل الرياح الى مبنى كلية الآداب بنات، ووصل الى موقع الحريق رجال الإدارة العامة للدفاع الذين لم يقصروا في أداء واجبهم وعملوا جاهدين لاخماده، وشارك عدد 6 مراكز عمليات في إخماد الحريق خلال ساعتين تقريبا.
والكليات التي نشب فيها الحريق تعد مباني ضخمة حيث ان كلية الاداب طالبات تفوق مساحتها المبنية 68 ألف متر مربع وتقريبا المقاول انتهى من الهيكل الخرساني وتم صب السقف الأخير قبل اربعة ايام من الحادث، ومبنى كلية التربية طالبات مازال قيد الانشاء فقد تم الانتهاء من السرداب والدور الارضي وطابقين علويين والمساحة المبنية لهذا المبني ستصل الى 72 الف متر مربع،  وبما ان المبنى قيد الانشاء فالقوالب المستخدمة للاعمدة الاسقف والمصنوعة من انواع خاصة من الخشب ساهمت بحد كبير في انتشار الحريق، فالنظام المستخدم في المبنى هو نظام يسمى «دوكا» من النمسا عبارة عن قوالب فك وتركيب، وهذا بيئيا أفضل ويعطي شكلا نهائيا ذا جودة أفضل، والهيكل مطلي بمادة سريعة الاشتعال، وهذا ما ساعد على سرعة انتشار النيران.
التأمين على المشروع
• ماذا عن الخسائر؟ ومن الذي سيتكفل بها؟
حسب متطلبات العقد فالمشروع مؤمّن عليه بالكامل من قبل المقاول وإجراءات الأمن والسلامة والموقع مجهز بنظام الحريق المؤقت بالمكونات التي انتهى هيكلها الخرساني وقيد التنفيذ بالمكونات التي مازالت قيد الانشاء، ولكن هذا قدر الله وكما يقال «الحذر لا يمنع القدر»، لكننا سنتعامل مع هذا الموضوع بكل حزم وشفافية، لمعرفة موضع التقصير، كما ستصدر جامعة الكويت تقارير يومية تنشر في الصحف المحلية لتوضيح جميع الملابسات، إضافة إلى الإجراءات التي نقوم بها، ولن ندع هذه الحادثة ان تكون عائقا وسنبذل كل طاقتنا ونرجع كما كنا بل وافضل ان شاء الله.
وكنا دائما نردد اننا سنحرص على ان يكون هذا المشروع النقطة المضيئة في الخطه التنموية بالكويت الحبيبة، وسنعمل بكل ما اوتينا من طاقة لتجاوز هذه الحادثة بإذن الله ولن ندعها تؤثر بنا وسنعمل جاهدين لتغيير الصورة السلبية المأخوذة عن المشاريع الانشائية بالكويت.
• تعرض «الكونكريت» بالحريق ألن يتسبب في أي مشاكل مستقبلية على المشاريع؟
نحن حاليا بانتظار تقرير الإدارة العامة للإطفاء وفور وصول كتاب لا مانع من دخول المبنى سيبدأ المقاول بأعمال التنظيف وازالة المخلفات ومن ثم التعاقد مع جهة حيادية للبدء بأعمال فحص المبنى والتأكد من السلامة الإنشائية وإذا كانت هناك أجزاء لابد من ازالتها فعلى الفور سيتم ذلك ونبدأ بإعادة الإعمار بإذن الله، فالسلامة الإنشائية مسؤولية المقاول لمدة 10 سنوات لاحقة، والمقاول من مصلحته فحص المبنى بإمعان، وأي خلل في عمود أو كمرة ستتم معالجته.
• هل هذا يعني أن أي تكسير أو اصلاح مسؤولية المقاول؟
حسب العقد المقاول لديه بوليصة تأمين تغطي الخسائر التي حدثت في المبنى، ونحن كجامعة لن نتكبّد أي خسائر مادية، وبالنسبة للتأخير أرى أنه من المبكر اننا نتكلم عنه ولكن المبنى متوقف العمل به منذ يوم السبت الماضي وثق باننا سنعمل جاهدين لتجاوز هذا الحادث باقل ضرر ممكن كما ان ممثلي الشركة الإماراتية حضروا للموقع في اليوم التالي لوقوع الحادث ووعدونا بان يضعوا كل طاقتهم لدفع سير عجلة المشروع.
• متى تتوقعين أن يتم تسليم المشروع؟
كان من المفروض ان يتم التسليم في مارس 2015 وبالطريقة التي كنا نسير عليها واداء المقاول كان المتوقع ان يتم التسليم في التاريخ التعاقدي المشار إليه. التأخير في موضوع مشروع مدينة صباح السالم الجامعية لا احد ينكره ولكن علينا الا ننظر إلى الوراء، ومنذ تولينا البرنامج الانشائي لم ننظر إلى الوراء قط، فمن ينظر إلى الوراء يتعثر بما امامه، فنحن نريد أن نبرّد قلوب اهالي الكويت ونريد ان نبيض الوجه.
نسبة الإنجاز
• هناك اتهامات بأن ما حدث قد يكون مبررا لتأخير المشاريع فهل كان المشروع على وشك الانتهاء وكم كانت نسبة العمل التي تم انجازها؟
الطريقة التي يتم على اساسها احتساب نسبة الانجاز هي من خلال حساب نسبة الصرف والتي كانت حتى قبل الحادث بيوم نحو 26 مليون دينار، ونسبة الانجاز كانت أكثر من 20 في المئة، وأعمال الكونكريت تعتبر اعمالا ذات اسعار منخفضة وتحتاج الى وقت طويل من تجهيز حديد التسليح وتركيب القوالب ومن ثم صب الخرسانة ومعالجتها، لكن اعمال التشطيبات هي التي تحتاج إلى مبالغ كبيرة، وحتى بالنسبة للخطة التي كنا وضعناها لعملية الصرف على المشروع والمبالغ التي صرفناها لاحظنا اننا قريبون من (التارجت).
• هل تعتقدين أن الحريق حدث بفعل فاعل؟
أتمنى أن لا يكون بفعل فاعل، وعندما سئلت عن رايي بمن صرح بمسؤوليته عن هذا الحادث فكنت أقول أفضل شيء في هذا الموقف «الصمت أوقع» وما عندي شيء أقوله إلا (لا حول ولا قوة إلا بالله).
وأنا بطبيعتي إيجابية وأضع الثقة فيمن أمامي حتى يظهر لي العكس، والحمد لله عندنا إدارة الأمن والسلامة من أنشط الإدارات في جامعة الكويت بقيادة خالد الياقوت، الذي لن أوفيه حقه مهما قلت.
وجدير بالذكر تصريح للعقيد خليل الأمير في إحدى القنوات التلفزيونية قال فيه إن مستوى الأمن والسلامة والإجراءات المتخذة كانت على مستوى عال جدا، وقد تعاملنا مع فريق على قدر كبير من الثقافة، كما ان اللواء يوسف الأنصاري قال ما أشك أن يكون بفعل فاعل، فمن الممكن أن تكون درجة الحرارة تسببت في الحريق وقوة الهواء ساعدت في انتشاره.
• هناك معلومات ان الحريق بسبب صاروخ القص؟
سمعت ذلك ولا يوجد شيء رسمي، وجميع أعمال القص بالصاروخ تتم في ورشة خارج الموقع وفي حالات معينة تتم داخل الموقع، ولكن لابد من استخراج تصريح للعمل بها، فيخرج العامل ومعه موظف الأمن والسلامة ومعه طفاية حريق ولا ينصرف موظف الأمن إلا بعد الانتهاء من العمل. ومازالت الإدارة العامة للاطفاء تجري تحقيقاتها وبانتظار اصدار التقرير الرسمي ووعدونا ان التقرير سيصدر بعد اسبوعين من يوم الحادث.
• علمنا أن هناك حريقا آخر حدث في المبنى ما تعليقكم؟
بعد الانتهاء من عملية إطفاء الحريق الاول اندلع حريق في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ولكن في أماكن محدودة وهذا لا يعتبر حريقا جديدا انما من بقايا الحريق السابق وتم التعامل معه من قبل رجال الاطفاء بحرفية ومهنية عالية.
كما انه في نهار اليوم التالي واثناء قيام وزير التربية وزير التعليم العالي بزيارة لتفقد الموقع اطلع على اجراءات اخماد بقايا الحريق، وايضا اثناء الزيارة التفقدية للاستاذ الدكتور مدير الجامعة كانت هناك سيارات اطفاء تتنقل بسرعة كبيرة فقال «للحين ما طفا الحريق».
تجنب الحرائق
• هل هناك خطط مستقبلية لتجنب الحرائق؟
– هناك مقترح لإنشاء مركز اطفاء داخل الحرم الجامعي، وهذا الموضوع مأخوذ بعين الاعتبار ضمن المخطط الهيكلي لجامعة الكويت، وهناك مبان مخصصة للإطفاء داخل الحرم الجامعي وسنكثف الدورات للتعامل مع الحرائق لا قدر الله، ونحن نحرص في الصيف على أخذ الاحتياطات لتفادي أي حريق لاسيما في هذه الفترة، وهذا درس أخذناه ونتمنى الا يتكرر بإذن الله.
• بالانتقال الى البرنامج الزمني، اين وصل؟
عندنا 6 كليات دخلت حيز التنفيذ، أولاها كلية الهندسة، ثم كلية الآداب، فكلية التربية، وكلية العلوم، وكلية العلوم الإدارية، وكلية البنات وهذه كليات 6 من اصل 9  في الحرم الرئيسي لمشروع مدينة صباح السالم الجامعية، ونسبة الإنجاز متفاوتة، لأن البدء في المشروع كان على مراحل وكانت كلية الاداب والتربية في الصدارة وحتى صباح اليوم التالي للحريق رأينا المقاول يعمل بالمباني التي لم تتاثر وبروح عالية. ومقاول الآداب والتربية عنده 4 مبان «تربية بنات وتربية شباب واداب بنات وآداب شباب».
نفس الشيء في الهندسة هناك «هندسة بنات وهندسة شباب والعلوم بنات والعلوم شباب».
والهندسة مفروض تعاقديا يكون تسليمها في شهر ديسمبر 2014. والآداب والتربية تعاقديا المفروض ان تسلما في مارس 2015، وكلية العلوم تعاقديا يفترض ان تنجز خلال 44 شهراً من تاريخ البدء بالتنفيذ وهو 27/8/2012، وكلية العلوم الادارية وكلية البنات خلال 43 شهرا من تاريخ بدء التنفيذ وهو 15/10/2012.
وهناك ضمن الجامعة ايضا الحرم الطبي الذي يعتبر اكبر مكون وهو تقريبا  يمثل ثلث الحرم الجامعي، فالحرم الطبي به 5 كليات، طلاب وطالبات، ومستشفى بسعة 600 سرير تقريبا، وحسب تقديرات مدير المشروع فإنه يتطلب من 7 إلى 8 سنوات من تاريخ طرح كراسة الشروط المرجعية.
وهناك خطة للتشغيل الجزئي للمشروع، اي عندما يتم الانتهاء من كلية والبنية التحتية يتم تشغيلها للاستفادة منها، واخر مكون سيكون الحرم الطبي.
الطاقة الاستيعابية
• كم تقدر الطاقة الاستيعابية لهذا المشروع؟
الطاقة الاستيعابية للحرم الجامعي تقدر بحوالي 40 الف طالب وطالبة، وقرابة الـ10 آلاف من أعضاء هيئة التدريس والاداريين والموظفين فالإجمالي سيكون قرابة 50 الف نسمة ستستخدم هذا الحرم الجامعي باذن الله.
جدير بالذكر ان الإحصائيات التي نشرت في السنوات القريبة الماضية تبين أن نسبة الشباب تعادل اكبر نسبة في الشعب الكويتي وهذا واضح من خلال أعداد مخرجات التعليم العام فهي بازدياد مطرد. وقبل سنوات كان عدد الخريجين 8 آلاف، ووصل إلى 10 آلاف، وإذا كانت معدلات الطلبة تسمح فمن حقهم الالتحاق بالجامعة، لماذا يتغرب الطالب ولماذا يلتحق بمعهد ومعدله يؤهله للجامعة. وقد آن الأوان أن يكون عندنا اكثر من جامعة حكومية. وكما ذكر وزير التربية و التعليم العالي بإنشاء جامعة جابر، وأعتقد أن الجامعة ستبدأ في استقبال طلبات الالتحاق الفصل المقبل، وأنا من مؤيدي وجود أكثر من جامعة حكومية، مما يساعد على وجود منافسة بين الجامعات.
• جامعة الكويت ذات طاقة استيعابية 22 الفا و500 طالب واليوم تستقطب اكثر من 33 الفا، هل «الشدادية» ستستطيع تحمل اكثر من 40 ألف طالب؟
في جامعة الكويت نرى تكدسا عاليا في مدرجات الكليات والفصول وايضا في الشعب الدراسية، وهذا يعمل على تخفيض درجة التقييم بالنسبة للجامعة مع نظيراتها من جامعات دول العالم فهذا الجزء المتمثل بنسبة اعضاء هيئة التدريس بنسبة الطلبة ونسبة الامتار المربعة المخصصة للطالب تدخل ضمن معايير التقييم لأن تقييم الجامعات له معايير معينة من ناحية عدد الدارسين والمادة الدراسية والمساحات المخصصة للطالب واعضاء هيئة التدريس، ففي مدينة صباح السالم الجامعية توجد معايير عالمية مطبقة واعتقد انه يتم احترامها، كما ان المخطط الهيكلي للحرم الجامعي اخذ بعين الاعتبار التوسعات المستقبلية.
• هل توجد مواقف سيارات لـ40 ألف طالب؟
هناك حسبة متبعة من قبل المستشارين لمواقف السيارات، فلا يعقل أن كل طالب يأتي بسيارته، ولابد ان نشجع على استخدام وسائل المواصلات العامة والتنقل الجماعي، وعندما نسافر تجدنا نركب الحافلات الجماعية والمترو، فلماذا لا نطبق ذلك في ديرتنا، والحمد لله تم الاخذ بعين الاعتبار شبكة المترو المزمع انشاؤها في الكويت وتم ربط الموقع بتلك الشبكة من خلال محطة تم تخصيصها لهذا الغرض على شارع الجامعة الفاصل بين الحرم الرئيسي والحرم الطبي كما ان المخطط الهيكلي يسمح بالتوسعات المستقبلية للكليات وايضا لمواقف السيارات.
• مارأيكم في الزحام في الطرقات هل تواجهون هذه المشكلة؟
قبل ان تشرع الجامعة بعملية التنفيذ تم اعداد الدراسة المرورية المطلوبة من قبل مكتب نائب مدير الجامعة للتخطيط بالتعاون مع ادارة المرور التابعة لوزارة الداخلية وتم وضع نسب لها ويتم توفير مواقف سيارات بنسبة تقدر بحوالي  70 في المئة من الطلبة، وأعضاء هيئة التدريس لهم نسب معينة، والموظفون والاداريون كل له نسبة محددة، والجامعة تحرص دائما على التنسيق  مع الإدارة العامة للمرور لتلافي حدوث اختناقات مرورية. واذا احترمت الطاقة الاستيعابية للمشروع فلا نتوقع حدوث أي ضرر أما إذا زادت فتأكد انه سيحدث خلل.
منع الاختلاط
• هناك تحركات برلمانية لإلغاء قانون منع الاختلاط، وكان هناك تصريح مسبق لكِ انه قد فات الأوان تجاه القانون في بناء «الشدادية»؟
أود استغلال هذه الفرصة لأوضح تصريحي السابق الذي نشر بطريقة غير دقيقة وعندما اطلعت عليه تساءلت هل هذا كلامي! كانت هناك زيارة للطلبة الغرض منها ربط الدراسة بالواقع فسئلت من قبل أحد الصحافيين عن منع الاختلاط وهل يمكن بناء مبنى واحد لكل كلية بدل المبنيين الجاري تنفيذهما؟ فقلت له ان هذا غير ممكن لأن العقود تم توقيعها وذكر فيها تنفيذ مبنيين لكل كلية. كما ان دوري فني وليس لي علاقة بالسياسة، ولا أتدخل بها، وأنا احترم واطبق القوانين سواء صدرت بوجود الاختلاط او منعه، لأنه صادر عن ارادة شعب وآرائهم، فقلت له فات الأوان ان نبني مبنى واحدا وهذه الاجابة ليس لها علاقة بالاختلاط من عدمه وعندما ننتهي من المباني سيتم استلامها من قبل جامعة الكويت لاستغلالها كيفما تشاء.
• ماذا يحدث إذا ألغي قرار منع الاختلاط هل تصبح هناك جامعتان؟
القرار عند الإدارة الجامعية، وهناك اكثر من سيناريو، ومن الممكن وجود جامعتين، ولا يمنع من ان تكون كلها جامعة واحدة فالفاصل بين حرم الطلاب والطالبات واحة وليس سورا، اكرر اننا ليس لنا علاقة بالسياسة ونحترم القوانين وحاليا في المشروع اخذنا بعين الاعتبار قانون منع الاختلاط في التصميم، ففصلنا المبنيين، واي قانون يصدر فستحترمه جامعة الكويت.
لا ضغوط
• هل تمارس عليكم ضغوط سياسية وهل يؤثر عليكم عدم الاستقرار السياسي؟
الوضع السياسي في الدولة أكيد يؤثر وكثير من الامور لابد أن تعرض على مجلس الوزراء المجلس الذي لديه الكثير على طاولته، فإذا كان الموضوع المعروض يتعلق بأمن وسلامة الدولة، فأكيد سيكون له الاولوية والمشروع سيكون بالدرجة الثانية، فكلما كان هناك استقرار سياسي كان الإنجاز أفضل.
الأمر الآخر أن البرنامج الانشائي من اكثر الإدارات في الجامعة بها نسبة كويتيين، والذين يعملون بالمشروع كويتيون من الشبان والشابات، والتجربة التي مررت بها مع فريقي لن انساها، وأعرف انها لن تتكرر، فعندما تشعر ان هناك استقرارا سياسيا يكون انجازك أعلى على العكس من حالة الإحباط التي تسود بعدم وجود الاستقرار السياسي وهذا أمر طبيعي.
ونسمع كثيرا أن هناك ضغوطات تمارس على القائمين على المشاريع خصوصا المشاريع الانشائية، لكن عندنا لا يحدث أي نوع من هذه الضغوطات واذكر حينما بدأنا في المشروع جاءنا طلب من احد النواب فطلبت منه مخاطبتنا بكتاب رسمي وهذا وجه الضيف فلا توجد لدينا اي ضغوط والكل يحترم خصوصية المشروع والحمد لله.
• كلمة أخيرة
الكويت لا تستاهل إلا كل خير، ولا ننكر أن هناك مشاريع تتأخر، وهذا يحدث في جميع دول العالم فنحن ندفع ضريبة الديمقراطية والشفافية. ومشروع الشدادية ظلم، لأنه بدأ كفكرة منذ السبعينيات لكن لم يدخل حيز التخطيط والتصميم الا بصدور قانون 30/2004 والمشروع اصبح واقعا   وسيرى النور باذن الله، وما تم تنفيذه في مشروع كلية الاداب والتربية من هيكل خرساني والبدء بالتكسية الخارجية حصل في أقل من 17 شهرا ولله الحمد الحريق لم يتسبب في أضرار او حتى إصابات بشرية وباذن الله «اللي ما يكسرك يقويك» وسنعود اكثر اصرار وعزيمة على الانجاز.
بالنهاية أود أن أقول إن الكويت لا تحتاج إلى القيل والقال، وسبق أن وعدنا أن مشروع مدينة صباح السالم الجامعية سيكون النقطة المضيئة في الخطة التنموية لدولة الكويت ورغم ما حدث نكرر أنه سيكون نقطة مضيئة بإذنه تعالى.
تعديلات متلاحقة على ميزانية المشروع
بالنسبة لميزانية تنفيذ الجامعة، قالت الفارس: في 2004 كانت نصف مليار دينار كويتي تقريبا، بعدها عينت الجامعة مستشارا لأخذ المتطلبات للمشروع واعداد الميزانية المطلوبة بدقة اكبر، والمتخصص وضع الميزانية وكانت قرب المليار دينار كويتي، وذلك كان عام 2005، فالميزانية توضع حسب المكونات، والموقع به محطات كهرباء، و29 ملجأ عام للاستخدام في حالة الكوارث لا قدر الله سواء غازات او كيماوي.
والملجأ الواحد يستوعب من 300 إلى 400 شخص، وهذا ادى إلى زيادة الميزانية، والقيمة المرصودة للحرم الجامعي والذي وصل الى مليار و597 مليون دينار كويتي.
واليوم جار تنفيذ عدد 6 كليات، و7 حزم بنية تحتية واجمالي ما تعاقدنا عليه يبلغ نحو مليار دينار كويتي والمتبقي نحو 600 مليون دينار لتنفيذ الحرم الطبي والمباني الاكاديمية المساندة التي بها سكن الطلبة وسكن اعضاء هيئة التدريس  والمباني الإدارية كمبنى مدير الجامعة، والأمانة العامة وصالات للمؤتمرات، ومساجد يضاف الى مباني الانشطة الرياضية، فلدينا استاد يسع 1500 متفرج، وصالات رياضية للطلاب والطالبات مفتوحة ومغلقة، وصالة تنس بمعايير عالمية. فالموقع مصمم على معايير عالمية عالية واستطيع ان اقول «الشدادية» فندق 7 نجوم.