عربي وعالمي

الأسد يتعهّد تسليم الكيميائي بموجب الاتفاق: تدمير الأسلحة يتطلّب سنة ومليار دولار

عهد الرئيس السوري بشار الأسد تسليم الأسلحة الكيميائية التي في حوزة نظامه، لكنه حذّر من أن ضبطها وتدميرها سيستغرقان سنة وسيكلفان مليار دولار.  
وشدد الأسد، في مقابلة بالانكليزية اجرتها معه شبكة “فوكس نيوز” الأميركية وبثتها مساء الأربعاء، على أن سوريا لا تشهد “حرباً أهلية” بل هي ضحية مقاتلين أجانب مدعومين من تنظيم “القاعدة”. وأكد أن قواته لم تكن وراء الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي أوقع مئات القتلى من المدنيين في 21 آب في غوطة دمشق، لكن تعهد على رغم ذلك تسليم ترسانته الكيميائية. وقال إن الجيش السوري كان يتقدم في الغوطة في ذلك الوقت ولم يكن يحتاج الى إطلاق صواريخ تحمل غاز الأعصاب السارين كما تقول الولايات المتحدة. وأضاف: “القصة كلها ليست متماسكة. وهي غير واقعية. وعليه فإننا لا… لم نفعل. وباختصار لم نستخدم أي أسلحة كيميائية في الغوطة”.
وهي المقابلة الثانية تجريها مع الأسد هذا الشهر شبكة تلفزيونية أميركية ضمن سلسلة من اللقاءات يعقدها مع صحافيين غربيين للتصدي للضغوط السياسية المتزايدة التي تمارسها عليه عواصم غربية.
وجدد الرئيس السوري في المقابلة التي أجريت معه الثلاثاء في دمشق التزامه التعاون، لكنه كرر أن قرار التعاون هذا ليس نتيجة التهديدات الأميركية بالتحرّك عسكرياً. وقال: “اعتقد أن العملية معقدة جداً فنياً وتحتاج الى الكثير من المال، نحو مليار دولار… عليكم أن تسألوا الخبراء ماذا يعنون حين يقولون بسرعة. هناك جدول زمني محدد. الأمر في حاجة الى سنة أو ربما أكثر بقليل”.
وسئل عن استخدامه القوة لقمع انتفاضة شعبية انطلقت سلمية وتعسكرت تدريجياً لتتحول نزاعاً أوقع أكثر من 110 آلاف قتيل منذ أكثر من سنتين ونصف سنة، فأجاب أن سوريا هي ضحية “الإرهاب”. وقال: “ما يجري ليس حرباً أهلية. لدينا حرب، إنها حرب من نوع جديد” يخوضها على حد قوله مقاتلون اسلاميون آتون من أكثر من 80 بلداً. وأضاف: “نعلم أن لدينا عشرات الآلاف من الجهاديين… نحن على الأرض، نعيش في هذا البلد”، ناقضاً بذلك تقرير خبراء مفاده أن الاسلاميين يشكلون نحو نصف عدد مقاتلي المعارضة البالغ نحو مئة ألف رجل. و”ما يمكنني قوله لكم… هو ان 80 الى 90 في المئة من الارهابيين هم من عناصر القاعدة واتباعها”.
وأقر بأنه لم يكن هناك جهاديون عند انطلاق الانتفاضة في آذامارس 2011، وأن المتطرفين الاسلاميين باتوا يشكلون غالبية المقاتلين منذ نهاية 2012.
وأعلن أن “عشرات الآلاف من السوريين” و15 ألف رجل من القوات الحكومية قتلوا “بشكل أساسي في هجمات واغتيالات وعمليات انتحارية ارهابية”.
وسئل هل لديه رسالة يريد أن يوجهها الى الرئيس باراك أوباما، فأجاب: “استمع الى شعبك. والزم حصافة شعبك. هذا يكفي”. وهي إشارة الى استطلاع للرأي أظهر أن الأميركيين يعارضون أي ضربة أميركية لسوريا.
وتواجه خطة نزع الأسلحة الكيميائية السورية أول اختبار السبت مع انتهاء المهلة التي حددها اتفاق جنيف الأميركي – الروسي لسوريا لتقديم لائحة بترسانتها الكيميائية ومواقع تخزينها. وقال الأسد في المقابلة أن في وسعه تقديم قائمة “غداً”.