محليات

طالبها بتقديم مشاريع إصلاحية توافق بين المثالية والواقعية
عبدالهادي العجمي: الاصطدام بأزمة الصوت الواحد.. فضح الحركات السياسية

  • الجماهير الغير واعية تخسر دائمًا حين تواجه أي سلطة

  •  كل المجتمعات البشرية لديها تصوراتها حول حكوماتها، حسبما تكون لديها من الحرية

  • المثاليون يسكنون في بروجهم العاجية، ويبتعدون عن الواقع

  •  كانت كل الحركات السياسية في الكويت منشغلة في الصراعات الواقعية الوقتية، وليس لديها تصورات مستقبلية

  • أزمة مرسوم الصوت الواحد جعلت الحركات السياسية تنجبر لتقديم مشاريعها المستقبلية التي توافق الواقع

  • الشارع الكويتي رفض الحلول الواقعية بالمشاركة في المجلس، لتقدم الحركات مشاريع إصلاح شبيهة بالمثالية


تغطية.. عياد الحربي

(تحديث..2) وبعد انتهاء كلمة الدكتور “عبدالهادي العجمي”.. طالب في مداخلته المحامي والدكتور “خالد الكفيفة” الحركات السياسية بالعمل على رفع مستوى وعي الناس، كما قال بأنه “لابد أن تكون هناك مصداقية لدى الحركات السياسية حتى يتم القبول والتنفيذ لمشاريعها الإصلاحية”.

وأضاف: “من غير المقبول لدى الناس أن يأتي لديها مشروع إصلاحي من حركة تدعي الإصلاح، وقد عُرف عنها سابقًا عدم المصداقية في كل أطروحاتها، وأي إصلاح سياسي في الكويت اليوم يجب أن يكون حول متطلبات الشعب، لا أن يكون لتحقيق النجاحات الخاصة بل يكون طرحه وتحقيقه من أجل المصلحة العامة لينال القبول لدى الرأي العام”.

واختتم بقوله: “العبرة ليست في جمال النصوص بل في مدى إقناعها للناس”.



(تحديث..1) طالب الدكتور عبدالهادي العجمي الحركات السياسية بطرح مشاريعها الإصلاحية بصورة توافقية بين المثالية والواقعية، مشيرًا إلى أن الاصطدام بأزمة الصوت الواحد فضح الحركات السياسية، حيث أكّد بأن الشارع الكويتي في رفضه للمشاركة بانتخابات الصوت الواحد رفض الخضوع للمدرسة الواقعية، ولكن في الوقت ذاته شدد على ان المثالية ومن يتبنى مدرستها يطرح حلولًا في العادة بعيدة عن الواقع الذي نعيشه.

وبدأ حديثه في الملتقى الثقافي بديوان الكشتي.. وقال: “الجماهير الغير واعية تخسر دائمًا حين تواجه أي سلطة، في حين نجد النجاح دائماً حليف تلك الجماهير التي تحمل الوعي، وكل المجتمعات البشرية لديها تصوراتها الخاصة حول حكوماتها وسلطاتها حسبما تكون لديها من الحرية ومن الديكتاتورية بحد السماح لها بالتعبير عن رأيها”.

وأضاف: “لدينا الكثير من الفلاسفة والمفكرين من الذين كتبوا لنا نماذج للمدن المثالية والفاضلة منهم افلاطون والفارابي، ومن واجه المدرسة المثالية لنموذج الدولة والمدينة هي المدرسة الواقعية منهم ارسطو وابن خلدون، والنقد الذي يأتي للمدرسة الواقعية دائمًا ما يعيب عليهم قلة الحلول والخيارات في حين تمتلئ المدرسة المثالية بالحلول والخيارات الكثيرة التي من شأنها الأخذ بالمجتمعات من أجل بناء الدولة والمدينة، في حين ما يعيب المثاليون هو بعدهم عن الواقع والسكن في بروجهم العاجية”.

واستمر في في مقارنته بين المثالية والواقعية.. حيث قال: “هي مسألة نسبية وتختلف من مجتمع لآخر، مثل الحديث عن أيام الاعتقال ومحدودية للتحقيق في دولة تكون واقعية في حين في دولة أخرى يرون ذلك من المثالية لأن حقوق الفرد أكثرها مسلوبة”.

وبعد انتهاء مقدمته.. تطرّق إلى الحركات السياسية بقوله: “إنها كانت في الكويت منشغلة في الصراعات الواقعية الوقتية، ولم يكن لديها أية تصورات مستقبلية، وفضحهم الاصطدام الذي حدث في أزمة مرسوم الصوت الواحد التي جعلت الحركات السياسية تنجبر لتقديم مشاريعها المستقبلية التي بإمكانها موافقة الواقع، ومن الواجب أن تكون المشاريع الإصلاحية والتصورات الإصلاحية المستقبلية أن تحوز على رضا تصورات الناس، لا أن تكون مثالية صعبة التطبيق ترفضها الناس ولا تصدق بتنفيذها لبعدها عن الواقع”.

وعن موقف الشعب من الصوت الواحد.. قال: “الشارع الكويتي رفض الحلول الواقعية بالمشاركة في المجلس ومحاولة التعايش مع الواقع، مما دعا الحركات السياسية لتقديم مشاريعها الإصلاحية للمستقبل الشبيهة بالمثالية التي تقتل تصديق الناس لتطبيقها”.. فيما طالب بعدها الحركات السياسية بـ”طرح مشاريعها الإصلاحية بصورة توافقية بين المثالية والواقعية، حتى تقبل بتصديقها والإيمان بها من قِبل الناس، وفي هذه اللحظات في الكويت هي لحظات تفكير وإقرار لدى الحركات السياسية حتى تخرج بأفضل الحلول للخروج من واقع الأزمات”.


صور الندوة.. بعدسة سبر 

انطلقت قبل قليل ندوة بعنوان “الحركات السياسية بين المثالية والواقعية” في ديوان “الكشتي” حيث يحاضر فيها الدكتور “عبدالهادي العجمي”.
وسبق أن أعلن بالأمس المنسق لـ”ملتقى الجهراء الثقافي” فهد محمد الكشتي عن انطلاق فعاليات الملتقى اليوم.