كتاب سبر

الإمارات وقطر!

ما تعيشه دولتا الإمارات وقطر من توتر في العلاقات السياسية خرج عن النطاق المعتاد في العلاقات السياسية التي لا تخلو دائما من شد وجذب تبعا لما تتطلبه مرحلة أو قضية معينة ونحا منحى جديد وهو تأليب شعوب على شعوب…ومن يصب في هذا الاتّجاه ساسة وإعلاميون وكتّاب عُلِم قربهم من أصحاب القرار في كلا الدولتين…وهذا يعطي دلالة واضحة بأن الحال مرضي من أصحاب القرار…!
بغض النظر عن سوء الوسائل المستخدمة في هذه الحرب الإعلامية من توظيف شعراء وكتّاب لشيطنة الشعب المقابل وكأنهم لم يقرؤوا قول الرسول عليه الصلاة والسلام:
(إن أعظم الناس عند الله فرية: لرجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها) صححه الألباني…فإن هذا التفكير ينم عن سطحية متناهية في تفكير كل من دعا وقام وأيّد هذه الأنماط من الخلافات السياسية التي لا تُقصر على محيطها السياسي…لأن كسر وحدوية العلاقات بين شعوب الخليج لا يمكن إصلاحها بعد كسرها وإعادتها لسابق عهدها تماما…لأنها كالزجاج لو كُسر وأصلح فلن يخلو من آثار كسره…ولأن هذا الإسلوب لن يجعل لشعب الدولة التي ترضى به صديقًا فالعلاقات السياسية كما قلنا لا تخضع لمعايير ثابته فما كان مرفوض بالأمس مقبولا ومرحبا به اليوم والعكس صحيح فلو أن الشعب اتخذ موقفا من شعب كل دولة تتعارض مصالحها “الآنية” مع مصالح دولته وخاض معركته بنفس الإسلوب الحاصل بين الإمارات وقطر فإن الآثار التي تبقيها أمثال هذه الحروب بين الشعوب لا يمكن محوها بعد تصالح الدولتين سياسيّا…!
والمؤسف أن هذه الحرب أصبحت مرتعا خصبا للباحثين عن الشهرة والمال من شعراء وغيرهم من غير دولتي الإمارات وقطر…فأخذ كل منهم على عاتقة مسؤولية الدفاع عن الدولة التي يرجو من وراءها ما يرجو والرد على الدولة التي لا يرجو منها شيئا…!
وهكذا هي الحروب القذرة يشعلها المتنفذون ويُوظّف فيها-لا شعوريًّا- السذّج ويجني سوء عاقبتها من قطع أواصر الأخوّة الأنقياء!!
تويتر:a_do5y