يشكل مساء كل سبت من الاسبوع فرصة لتلاقي مواطنين ومقيمين من مختلف الاديان والجنسيات في ديوانية الكنيسة الانجيلية الوطنية في الكويت لتبادل الحديث ومناقشة آخر التطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
ويقول القس عمناويل غريب في حديث مع (كونا) انه اقام هذه الديوانية استجابة لطلب أصدقائه المسلمين الكويتيين الذين يرغبون بزيارتها وكبادرة لاستضافة رواد الديوانيات التي يقوم بزرتها بانتظام.
ويضيف القس غريب البالغ من العمر 66 عاما خلال جولة في ارجاء الكنيسة التي اشترتها البعثة الامريكية عام 1914 لبناء مستشفى للرجال ان “الديانة لم تكن يوما سببا للتفرقة في طفولتنا حيث كنا نلعب سويا ونأخذ قيلولتنا سويا خلال السنوات التي تسبق المدرسة”.
ويتابع رئيس الكنيسة البروتستانتية التي شيدت عام 1931 “والدتي كانت تخبرني انها كانت ترتدي العباية حين قدمت إلى الكويت للمرة الاولى عام 1945 رغم كونها غير مسلمة وذلك احتراما للتقاليد”.
واعتبر ان خير دليل على ذلك وعلى حرص الجميع على تعزيز العلاقات بين المسلمين المسيحيين في الكويت تأسيس مجلس العلاقات الاسلامية المسيحية عام 2009 والذي يضم شخصيات مسلمة ومسيحية تعمل على تعزيز التواصل والحوار بالاضافة الى تأسيس مركز الوسطية من قبل وزارة الاوقاف عام 2004.
وعن المركز قال أمين عام لجنته العليا فريد العمادي ل(كونا) انه “يهدف الى تعزيز التواصل بين مختلف الاديان ومحاربة التطرف ونشر التسامح وتقبل الاخر”.
وعلى صعيد متصل قال مبعوث النيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية الاسقف كاميلية بالين في حديث مماثل لكونا انه”لا توجد مشاكل في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في الكويت حيث يعيشون ويعملون سويا وجنبا الى جنب في جو ايجابي”.
وقال سكرتير الهيئة الكويية لحقوق الانسان حسين العتيبي: ان “التعايش والتسامح الاجتماعي سمة من سمات التطور والثقافة التنوع”. وأشار إلى ان السلطات الكويتية ساهمت في تعزيز روح التعاضد واحترام وقبول الاخر في وجه الاحداث والصراعات ذات الطابع الديني التي تعصف بالمنطقة فوزارة الداخلية خصصت موارد لحماية دور العبادة حيث قم نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح بجولات ميدانية لتفقد الحماية التي تأمنها الوزارة لمختلف دور العبادة لجميع الاديان.
ولا تقتصر الحريات على الاديان السماوية بل تشير التصريحات الصادرة عن السفارات الهندية والتايلاندي واليابانية إلى ان اتباع المذاهب البوذية والهندوس والسيخ يتمتعون بكامل حرية العبادة في الكويت أيضا.
وفي هذا الاطار قال السكرتير الاول في سفارة مملكة تايلاند في الكويت باتاروان نانوكورن ان عدم قيام البوذيين في الكويت بممارسة طقوسهم الدينية علانية يعود الى عدم وجود معبد لهم وليس إلى أي قيود أخرى”.
بدوره قال السكرتير الثاني في سفارة الهند لدى الكويت: ان السيخ لا يواجهون أية عوائق في ممارسة طقوسهم الدينية.
أما السكرتير الثقافي في سفارة اليابان دانا زيبار فقالت ان اليابانيين السينتو والبوذيين يمارسون طقوسهم الدينية بحرية في منازلهم.
ويشير تقرير وزارة الخارجية الامريكية عن الحريات الدينية لعام 2014 الى وجود أكثر من 200 مسيحي كويتي موزعين على ثمانية عائلات بالإضافة إلى حوالي 600 ألف مقيم هندوسي و450 ألف مقيم مسيحي و100 ألف بوذي وعشرة آلاف سيخ في الكويت.


أضف تعليق