كتاب سبر

فتنة الغوطة .. وشموخ حلب

الغوطة فسطاط المسلمين كم ذكرها الرسول ?، تشهد فتنة عظيمة وقتال بين فصائل معارضة للطاغية بشار الأسد ذهب ضحيتها المئات من المقاتلين الذين يفترض أنهم تجمعوا لمقاتلة الطاغية ونصرة المستضعفين!، وفي نفس الوقت طائرات الروس وبشار تنثر القنابل على رؤوس الأطفال والمستضعفين من النساء والرجال، والناجي من هؤلاء تنتظره مدافع إيران وحزب اللات!

وحلب الشهباء تسيل أنهار الدماء فيها ومع ذلك نجد الفصائل تقف شامخة في مواجهة هذا الطغيان والمجازر النصيرية والروسية الإيرانية وحزب اللات والميليشيات الطائفية المرتزقة في محاولة منها لنصرة المستضعفين هناك، وهاهي خان طومان تقول للعالم بأسره: ما أنا سوى شعرة من رأس مجد وعز كان مرفوعا سابقا في ذي قار والقادسية، وسيرتفع من جديد بإذن الله. عندما تقارن بين همة حلب وفتنة الغوطة ستقول: ما أحقر قادة الفتنة في الغوطة أمام قطرة دم من طفل رضيع في حلب.

في حلب الفصائل هناك أحرار يواجهون هولوكوست احتار التاريخ كيف سيوثقها وهي تشهد ثبات اسطوري إلى الان -وحتى النصر إن شاءالله- بينما في الغوطة الفصائل هناك يتزاحمون في داخلها بحجة الحصار الذي لم يشهد محاولة جادة لكسره كما يبدو لي، فقتال الغوطة هي حرب بالوكالة بين مجموعة من الفصائل بعضها أداة في يد دول عربية لتنفيذ أجنداتها، وبعضها يطمع في السيطرة على الغوطة بعد اقصاء بقية الفصائل!

سمعنا وقرأنا كثيرا عن رؤوس الفتنة في الغوطة بأن جنود بشار وداعش تحاصران الغوطة والحقيقة أن الاثنان بعيدان كل البعد عن دماء المئات من التابعين لتلك الفصائل ، بل أن الاثنان يضحكان على ما يجري في الغوطة!

الغوطة كالدوحة الكبيرة ولكن الغربان تستوطن اغصانها وتنعق ليل نهار في الفتنة، بعضها غربان محلية داخلية وبعضها غربان محلية ولكنها تنعق من الخارج زائد غربان عربية موجهة لقيادة تلك المحلية في النعيق على فصائل دون فصائل لتستعر الفتنة!

لا حل في الغوطة سوى بطرد غربان الفتنة من على شجرتها العظيمة ومن ثم نزول الجميع تحت حكم القضاء سواسية، وليكن القضاة من خارجها أو من المشايخ المقدرين في الغوطة البعيدون عن الميول لأي فصيل دون آخر.

نقطة مهمة: أحيانا اتسائل, أيعقل أن تلك الفصائل التي لاتريد أن تتزحزح من الغوطة بأي حجة كانت سواء الحصار أو غيره، أيعقل أنهم يريدون تطبيق حديث الرسول ? عن الغوطة لذلك تقوقعوا فيها تاركين بقية سوريا تأن تحت ضربات النظام النصيري وروسيا وإيران ؟… أو أنها المهد الذي سيحتضن حفتر الشام القادم -جمال معروف أو غيره- لينطلق منها بجيش وعدة وعتاد بعد تنحي-وليس سقوط- بشار؟!