عربي وعالمي

طائرة الرئيس أردوغان موّهت نفسها كطائرة مدنية حتى تختفي عن رادارات طائرات الإنقلابيين

في ليلة الانقلاب، كانت مقاتلات المتمردين الأتراك تتعقب طائرة الرئيس رجب طيب أردوغان الخاصة عندما “اختفت” الطائرة فجأة عن الرادار، مما حفظ حياة الرئيس ومكنه من إخماد الانقلاب.

كان الرئيس رجب طيب أردوغان عائدا إلى اسطنبول من عطلة بالقرب من منتجع ساحلي في مدينة مارماريس عندما شن فصيل من الجيش التركي انقلابا يوم الجمعة. واضطرت طائرته من نوع غولف ستريم IV إلى الطيران بشكل دائري في حالة ترقب وانتظار الى الجنوب مباشرة من مدينة اسطنبول، غير قادرة على الهبوط وذلك بسبب استيلاء قوات الانقلابيين على مطار أتاتورك الدولي في المدينة.

وبينما حلقت الطائرة دائريا، كانت هناك بالمقابل طائرتين من طراز F-16 تابعتين للانقلابيين تبحث عن الطائرة على الرادارات، و أخيرا عثرت عليها بين حركة الطائرات التجارية وبدأت بعملية الاعتراض ضدها.

وقال ضابط عسكري سابق مطّلع لوكالة رويترز بأن: “طائرتين حربيتين من طراز F-16 قامت بمضايقة طائرة الرئيس أردوغان أثناء تحليقها في الطريق إلى إسطنبول، فقام الطيارون بإغلاق الرادار عن الطائرتين الـ F-16 لحمايتها”، وأضاف “اللغز هنا يكمن، لماذا لم يستهدفوا طائرة الرئيس”.

وقال مسؤول رفيع آخر بأن طائرة الأعمال الرئاسية كانت “في مأزق في الهواء” ولكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل حول الأمر.

وبحسب ديفيد سينسيوتي، خبير الطيران الإيطالي والمدوّن على موقع (Aviationist)، فإنه يبدو أن طائرة غولف ستريم IV الرئاسية قادرة على تجنب الكشف عن طريق تغيير هويتها لتتطابق مع الطائرات المدنية.

قام طيارو الرئيس بتحويل إرسال الراديو لتبدو مثل رحلة لطائرة ركاب مدنية (THY 8456) تابعة للخطوط الجوية التركية، وهو ما مكن الطائرة من الاندماج مع حركة المرور المدنية.

وحسب السيد سينسيوتي، فإن المقاتلين الانقلابيين لم يكونوا قادرين على تحمل مخاطر إطلاق النار عن طريق الخطأ على طائرة ركاب مليئة بالسياح، بعدها فُقد الاتصال بالطائرة بعدما انضمت طائرتين من طراز F-16 مواليتين للرئيس، وفي النهاية انقطع الاتصال.

ثم تمكنت القوات الموالية للرئيس أردوغان من إعادة فتح مطار أتاتورك الدولي، والسماح للرئيس بالهبوط بسلام وحشد أنصاره لهزيمة ودحر الانقلاب.

ومن المتوقع أن يُوافق البرلمان التركي على طلب الرئيس فرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.

وفي خطاب وجهه إلى الأمة مساء الأربعاء، أعلن أردوغان طلبه من مجلس الوزراء للحصول على صلاحيات إضافية، قائلا بأن حالة الطوارئ تعطي الحكومة الأدوات اللازمة لتخليص الجيش من “فيروس” التخريب والمخربين. وأن حالة الطوارئ تعطي الحكومة صلاحيات كبيرة لتوسيع الحملة التي شملت بالفعل اعتقالات جماعية وإغلاق مئات المدارس.

وقالت وسائل اعلام تركية أن قرابة 32 آخرين من القضاة، واثنين آخرين من ضباط الجيش اعتقلوا من قبل السلطات خلال الحملة منذ انقلاب الأسبوع الماضي، ليصل العدد الإجمالي للأشخاص المعتقلين إلى قرابة 10 آلاف معتقل. وفصل ما يقرب من 60 ألفا من موظفي الخدمة المدنية وإغلاق مئات المدارس.

استهداف مؤسسات التعليم ذات الارتباط بحليف الرئيس السابق وعدوه الحالي والذي يدير شبكة من المدارس في جميع أنحاء العالم يأتي اعتقادا من الرئيس أردوغان بأن غولن يسعى لاختراق نظام التعليم التركي لثني البلاد لتخضع لإرادته. في حين نفى السيد فتح الله غولن وأنصاره أي تورط لهم في الانقلاب.

أردوغان، الذي كان قد اتهم سابقا بالسلوك الاستبدادي حتى قبل شن الحملة الشرسة هذا الأسبوع، قال بأن حالة الطوارئ ستواجه التهديدات ضد الديمقراطية التركية. وقال بأن “هذا الاجراء لا يتعارض بأي حال من الأحوال مع الديمقراطية والقانون والحريات”، جاء ذلك بعد اجتماع له مع وزراء ومستشارين أمنيين ليلة الاربعاء.

كما اقترح الرئيس أيضا أن تتواصل عمليات التطهير العسكرية، قائلا: “بصفتي القائد العام، سوف نستمر حتى يتم تطهير جميع الفيروسات داخل القوات المسلحة.”