صحة وجمال

اكتشاف طبي مذهل: سمكة الزيبرا تعالج مضاعفات السكري على الكليتين

توصل علماء ألمان وهولنديون إلى بروتين معين، هو بالأحرى مقطع جيني يظهر عند مرضى داء السكري، يمكن أن يوقف تأثيرات ارتفاع سكري الدم على الكلية.

واستمد العلماء هذا البروتين من سمكة الزيبرا في تجاربهم، لكنهم على يقين من ان البروتين المذكور يؤثر بذات الطريقة على الإنسان، لأن التركيبة الجينية لسمكة الزيبرا تشبه التركيبة الجينية للإنسان.

وكتب العلماء من جامعتي هايدلبرغ الألمانية وغورننغن الهولدنية في مجلة “تقارير علمية” ان البروتين المذكور عبارة عن مقطع جيني يحمل اسم ELMO1، يتواجد في البشر وفي سمكة الزيبرا ويمكن أن يدفع علاج السكري المتقدم إلى الأمام.

وثبت مختبرياً ان هذا المقطع الجيني السليم يوقف تدهور أنسجة الكلية عند المصابين بالسكري كمرض مزمن. وتحققت النتائج بعد أبحاث طويلة حول أسباب قدرة سمكة الزيبرا الصغيرة على إعادة ترميم جسمها.

وتمت تجربة المقطع الجيني المذكور على أنسجة بشرية حية أخذت من كلى مرضى داء السكري واضعف السكري وظائفها الحيوية. ومعروف ان هناك العديد من العوامل الجينية التي تجعل بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بالسكري. ويزيد بعض هذه العوامل تأثرات السكري السيئة على الكلية المسمى باعتلال الكلية السكري.

وتوصل علماء جامعة دريسدن الألمانية قبل فترة إلى علاقة وثيقة لتحويرات على المقطع الجيني ELMO1 في اعتلال الكلية السكري، إلا انهم لم يتوصلوا إلى اكتشاف ميكانزم حصول ذلك.

وتوصل فريق العمل، بقيادة البروفيسور ينز كرول، من جامعة هايدلبيرغ الألمانية، إلى أن المقطع الجيني السليم لـ ELMO1 في سمكة الزيبرا أوقف تراجع عمل الكلية السكرية.

وقال كرول ان هذه المقطع الجيني أبطأ أيضاً مضاعفات السكري الأخرى أيضاً في الأنسجة الحية المختبرية. أجنة شفافة واضاف كرول ان الهدف من الدراسة هو الكشف المبكر عن مرضى السكري الأكثر عرضة من غيرهم للاعتلال الكلوي السكري، والكشف عن ان المقطع الجيني غير المحور يمكن أن يوقف تأثيرات السكري، ويؤدي من ثم إلى تحسن اداء العضو الحيوي المسؤول عن غسيل الدم(الكلية).

واستخدم العلماء في تجاربهم أجنة سمكة الزيبرا، التي تكون شفافة عادة، لأن تأثير العامل الجيني فيها أكثر وضوحاً، كما يمكن كشف تأثير هذا العامل على أعضائها الحيوية بسهولة أكبر. ثم ان هذه السمكة تتيح التفريق بين تأثير العوامل الوراثية للسكري على الذكور والاناث بسهولة، لأن التفريق بين ذكورها وإناثها سهل.

فخطوط الذكر الناضج تكون أقرب إلى الاصفر الذهبي، في حين تكون خطوط السمكة الانثى الناضجة أقرب إلى الأبيض الفضي. ويركز فريق العلماء الألماني الهولندي، بمشاركة البروفيسور بيتر ناوروث من جامعة غورننغن، منذ سنوات على دراسة أسرار المضاعفات المتأخرة لداء السكري على الأعضاء الحيوية للمصابين به. وأجرى الفريق عدة دراسات في السابق حول أفضل طريقة لتنشيط العامل الجيني ELMO1 الذي يتعرض إلى التحوير في مرضى السكري.

كسبت سمكة الزيبرا في السنوات الأخيرة الكثير من اهتمام العلماء، ليس بسبب تركيبتها الجينية الشبيهة برتكيبة الإنسان فحسب، وإنما أيضاً بسبب قدرتها على ترميم أعضائها الحيوية أيضاً.

وتعيش سمكة الزيبرا في مناطق آسيا مثل شمال الهند وباكستان وبنغلاديش وفي مناطق المياه الضحلة، وخصوصاً مزارع الرز. ورغم شهرتها اليوم كسمة جميلة يقتنيها البشر للأحواض الزجاجية، فقد اصبحت نموذجاً جيداً للمختبرات بالنظر لشبهها الجيني بالبشر. ولا يحتاج الإنسان إلى كثير عناء كي يربي السمكة بأعداد كبيرة بهدف الاستفادة من العوامل الوراثية فيها الخاصة باعادة ترميم أجزائها الحيوية.

فهي صغيرة لايزيد طولها عن 5 سم ولاتحتاج إلى مكان كبير، كما ان انثاها تضع نحو300 بيضة كل اسبوع وتنضج صغارها خلال 12-16 اسبوعاً إلى اسماك ناضجة جنسية.

دخلت سمكة الزيبرا، المخططة مثل الحمار الوحشي، القاموس العلمي بشكل متأخر (1822). وهي من عائلة سمك الكارب التي تحمل الاسم العلميCyrinidae.  وهذه السمكة قادرة مثل السلمندر على تعويض أعضائها المقطوعة وعضلاتها وأنسجتها، وهذا هو سر الاهتمام العلمي المتأخر فيها.

وتوصل العلماء الألمان من جامعة كونستانس قبل فترة إلى انها قادرة أيضاً على ترميم 20% من عضلات القلب المقطوعة، بل وقادرة على ترميم الألياف والخلايا العصبية المقطوعة فيها، وهذا جعلها مهمة في البحث عن عوامل طبيعية فيها يمكن أن تعين البشر المشلولين على استعادة أعصابهم المقطوعة أو المتضررة.

وقال علماء كونستانس انهم توصلوا إلى ان مجموعة أحماض “رتين” هي المسؤولة عن خاصية اعادة ترميم الجسد التي تتمتع بها السمكة المخططة الصغيرة. وذكر البروفيسور كرول ان هذا الاكتشاف قد يساعد 7,6 مليون ألماني يعاني اليوم من مرض السكري، وهو ما يشكل نحو 8 % من الألمان.