صحة وجمال

الصمم يصيب 23% من الأميركيين خلال نصف قرن

يقول علماء أميركيون من جامعة جون هوبكنز إن مشكلة فقدان حاسة السمع مع تقدم العمر، ستتفاقم خلال نصف القرن القادم.

هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى الفقدان التدريجي لحاسة السمع عند الإنسان، وربما أهمها هو ضجيج المدن الكبرى.

وسبق لدراسة عالمية أن اثبتت أن سكان القاهرة وطوكيو واسطنبول ومومباي، وبقية المدن الضاجة، يعانون من الصمم الجزئي والكامل أكثر من غيرهم.

الملايين سيفقدون السمع

نشرت صحيفة “تايمز” البريطانية نتائج البحث العالمي الذي تناول تحليل آلاف الأفراد المعرضين لدرجة عالية من الديسبل (وحدة قياس صوت الضجيج)، وخصوصاً في القاهرة واسطنبول ونيودلهي.

وجاء في الدراسة الأميركية أن ملايين البشر سيفقدون حاسة السمع تماماً مع حلول العام 2060. وعليه سيفقد 23% من الأميركيين البالغين حاسة السمع بعد 43 سنة من الآن.

نشر الباحثون من جامعة جون هوبكنز نتائج دراستهم في مجلة (JAMA Otolaryngology-Head & Neck Surgery) وكتبوا أن البشرية مهددة بفقدان السمع على المستوى الزمني البعيد إذا لم تتصدَ لهذه الحالة.

المسنون أكثر تأثراً

يعاني حالياً في الولايات المتحدة نحو 44 مليون اميركي من مشكلة فقدان السمع، وهذا يشكل نسبة 15% من البالغين.

سيرتفع هذا العدد إلى 73,5 مليوناً في العام 2060، أي ما يشكل نسبة 23% من البالغين. وواضح من الدراسة أن البالغين، وخصوصاً من تعدى عمرهم السبعين سنة، سيتأثرون أكثر من غيرهم.

وبما أن عمر البشر يطول باستمرار، نتيجة لتحسن الوقاية وانتشار الوعي الصحي، وتحسن التقنيات الطبية، فإن هذا العدد من الصم سيزداد بالتأكيد.

وقدرت الدراسة أن55% من البالغين سيزيد عمرهم عن السبعين سنة حتى العام 2020، وسترتفع نسبتهم إلى 67% حتى العام 2060.

أجهزة مساعدة على السمع

كتبت الباحثة أديل غومان، من مركز تقدم العمر والصحة في جامعة جون هوبكنز، أن البشرية حتى ذلك الحين ستكون بحاجة إلى تقنيات جديدة وأجهزة معقدة كي تعين الملايين من الصم على استعادة حاسة السمع.

اعتمدت غومان وفريق عملها في تقديراتهم الرقمية على معطيات “الحملة الأميركية لأبحاث الصحة والتغذية”، التي توصلت إلى أن الكثير من البشر سيصابون بالصمم مع تقدم الزمن.

وقدروا ان على البشرية أن تتوصل إلى تقنيات عالية وواطئة الكلفة كي تتغلب على هذه المشكلة.

وطبيعي فإن لمشكلة فقدان السمع جانبها الاجتماعي، لأن البطالة وضعف الحال تنتشران بين الصم أكثر من غيرهم على المستوى العالمي.

وسيتحول الصمم إلى مرض اجتماعي مزمن لا تنجح أساليب اليوم وتقنياته في معالجته. وسيعقّد الطرش الحياة العائلية للمعانين منه، ويضر بصحتهم، وبقدراتهم على تربية أطفالهم ومساعدتهم.

وربما سيتطلب الأمر تدخل الحكومات وشركات التأمين الوطنية لتوفير تقنيات العون على السمع بسعر مناسب لجمهرة الصم من المسنين.

الصمم لا يرتبط بالضرورة بتقدم العمر

يعاني الإنسان طبيعياً من ضعف السمع مع تقدم العمر، بحسب تقدير الباحثة اديل اوغمان، لكن الصمم لا يرتبط بالضرورة بتقدم العمر. وأشارت إلى عدة عوامل خارجية، تتعلق بنمط الحياة البشرية، تؤدي إلى الصمم.

ووجهت الباحثة اصبع الاتهام إلى ارتفاع الضجيج والاستماع إلى الموسيقى العالية من اجهزة الاستماع إلى الموسيقى، وإلى الضجيج المرتفع في المصانع وأماكن العمل.

وعلى هذا الأساس، لابد للبشرية، بحسب الدراسة من أساليب عملية للحماية من الضجيج العالي كي توقف العطل في الاذن الداخلية.

ولايكفي هنا لبس واقيات الأذن من أصوات المكائن وغيرها من مصادر الضجيج، لأن هناك ضجيجًا مستمرًا خفيًا يؤثر في الإنسان دون علمه.

ومثال ذلك ضجيج الطائرات المسائي قرب المطارات والموجات الصوتية الصادرة عن الرادارات والمرسلات وغيرها. وتتضاعف هذه التأثيرات عند الناس المتقدمين بالعمر لأسباب اضافية تتعلق بالاكتئاب وفترات المكوث في المستشفيات والنسبة العالية من التعرض للسقوط على الأرض.

وتنصح الدراسة الناس من عمر يتراوح بين 55-60 سنة إلى فحص قدراتهم السمعية بشكل دوري، لأن التشخيص المبكر لفقدان السمع التدريجي يعني تخفيف الحالة في المستقبل قبل بلوغ مرحلة الصمم التام.

الجدير بالذكر أن دراسة جامعة جون هوبكنز جاءت متزامنة مع يوم السمع العالمي في 3 مارس. وسبق للأمم المتحدة أن اعلنت بالمناسبة أن 7 ملايين مصري يعانون من ضعف السمع، وهي حالة لايمكن فصلها عن الضجيج وعن ضعف التوعية وعدم تشخيص المشكلة منذ الصغر.

وتقول إحصائية المنظمة الدولية إن نسبة العاطلين بين الصم في مصر ترتفع إلى 43%، وأن العاملين منهم يتلقون مرتبات تقل بنسبة 55-60% عن غيرهم من السامعين.