فن وثقافة

مسلسل “العاصوف” في #رمضان يبرز انفتاح #السعودية قبل “الصحوة”

تتوجه الأنظار اليوم لمتابعة المسلسل السعودي “العاصوف”، الذي سيعرض ضمن الماراثون الرمضاني على قناة “إم بي سي”، وسيتابع الجمهور العربي الرؤية الإخراجية للمثنى صبح، المخرج الذي تميز بالدراما الاجتماعية والتاريخية.

وبعد نجاح مسلسله الأخير “حارة الشيخ”، يتجه صبح من جديد إلى الدراما الخليجية وتحديدا السعودية، من خلال العمل التاريخي الاجتماعي “العاصوف”، الذي يتناول المجتمع السعودي قبل طفرة النفط، وبعدها راصدا من خلاله المرأة، والحب، وتطورات المجتمع.

ويتوقع القيمون على العمل أن يكون واحداً من أبرز مسلسلات 2018 وأن يشكل علامة فارقة في المنافسة الرمضانية المقبلة. ولا يخفى على أحد أن “العاصوف” وقبل أن يبدأ عرضه حصد صدى كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ وصفه النشطاء المتشوقون لمشاهدته بصبر نافد بـ “العمل الفني التاريخي الأول في السعودية”..

نظرا لأهمية التطورات المتتابعة في المجتمع السعودي، فقد وزع العمل على 5 أجزاء يلعب البطولة فيها نخبة من نجوم الدراما السعودية وهم ناصر القصبي، وعبد الإله السناني، وحبيب الحبيب، وحمد المزيني، وليلى سلمان، وريماس منصور، وريم عبدالله، وإلهام علي وزارا البلوشي، وهو من تأليف الكاتب الراحل عبدالرحمن الوابلي وناصر القصبي، أما شارة العمل فمن غناء الفنان السعودي راشد الماجد.

الصراع الذي أصاب المجتمع بعد طفرة النفط

وصرح أحد المشاركين في العمل لفوشيا، أن الجزء الأول من العاصوف يتناول المجتمع السعودي من عام 1970 إلى 1975، حيث يواكب معطيات الحياة الاجتماعية ويلقي الضوء على التغيّرات التي طرأت على المجتمع بين تلك الفترة وهذه الأيام، نافيا ما يشاع عن المسلسل بأنه سيشكل صدمة، مشيرا إلى أنه يحكي عن الحالة الوسطية للدين وللعلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة، وهو ما ينعكس على الحب كعلاقة بين المرأة والرجل، والذي لايتجاوز ثقافة المجتمع المحافظ.

وأضاف المصدر أن الهجوم الواسع الذي شن على “العاصوف”، على مواقع التواصل الاجتماعي، مبالغ فيه، وربما يكون كلاما للترويج عن العمل، مؤكداً أنه ليس هناك معيار في الدراما فيما يتعلق “بصدمة المشاهدين” إنما هذا يعتمد على تقبل الناس للمسلسل، مؤكداً أن نشطاء مواقع التواصل استبقوا الأحداث بأن العمل موجه ضد رجال الدين والدعوة، مؤكداً أن المسلسل بجزئه الأول يسلط الضوء على المجتمع السعودي وما حصل فيه من تغيرات، ويرصد حالة الانفتاح التي كانت تعيشها السعودية قبيل الثقافة الأصولية.

وتابع بأن الجزء الثالث من العاصوف الذي تبدأ أحداثه بعد عام 1979 سيشكل مفاجأة حقيقية للجمهور، كونه يتناول انعكاسات “الصحوة”، وما أعقبها من تحولات فكرية واجتماعية طالت كثيرا من فئات المجتمع، وكان لها ارتداد مرعب على المستوى الاجتماعي بحسب قوله معتبراً أن العاصوف بأجزائه الخمسة سيشكل نقلة حقيقية في الدراما الخليجية.

الحب يعكس ثقافة المجتمع المعتدلة

وأشار المصدر إلى أنّ نجد عرفت تاريخيا بعلاقات الحب، قيس وليلى، وجميل بثينة، وقد خلدت هذه العلاقات كحكايات وقصائد، ولكن ما يتناوله العمل يعود إلى مايزيد عن أربعين عاما فقط وأن المرأة في المسلسل تمثل الحالة الوسطية في المجتمع السعودي، مؤكداً أن الجزء الأول غير صادم. وقال: “مما لاشك فيه فإن الدراما الاجتماعية هنا تدخل إلى المجتمع وترصد البيت السعودي من خلال علاقات متعددة ومتنوعة، وترصد جوانب ثقافية واجتماعية واقتصادية، عاكسة نمط حياة كان يعيشه هذا المجتمع لاسيما في مدينة الرياض”.