اقتصاد

من هو جاك ما الذي قرر التخلي عن إمبراطورية علي بابا والعودة للتدريس؟

قال الملياردير الصيني، جاك ما، إنه يخطط للاستقالة في سبتمبر/أيلول القادم من إدارة إمبراطورية التجارة الإلكترونية (علي بابا)

وكان اسم جاك ما قد تصدر عناوين الأخبار في وسائل الإعلام العالمية من جديد، بعد قراره التنحي عن منصبه وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، التي قالت إن جاك ما سيبقى عضوا في مجلس إدارة الشركة لكنه سيركز على الأعمال الخيرية في مجال التعليم.

لكن من هو جاك ما؟

ولد جاك ما في هانغتشو بالصين عام 1964 قبل سنوات قليلة من الثورة الثقافية في البلاد، وكان والداه موسيقيان محليان يعزفان موسيقى بينغتان التقليدية التي تم حظرها حينئذ مما أدى إلى معاناة الأسرة.

ويقول أحد أصدقاء الأسرة حينئذ إن الصغير ما كان شغوفا بلعبة الكريكيت ولكنه لم يكن متميزا دراسيا، فقد أخفق في اختبارات التأهل للجامعة مرتين، ومع ذلك واصل تعلم اللغة الإنجليزية وفي النهاية التحق بكلية لتدريب المعلمين في هانغتشو.

وخلال دراسته التقى زوجته، تشانغ يينغ، التي كانت تعمل في “علي بابا” حتى رُزقت بطفلين وتقول عن زوجها:” هو ليس رجلا وسيما، ولكنني وقعت في حبه إذ بوسعه القيام بأمور عديدة لا يستطيع كثير من الرجال الذين يتسمون بالوسامة القيام بها.”

ومارس ما مهاراته في الاتصال مع السياح الغربيين الذين تدفقوا على البلاد بعد وفاة ماو تسي تونغ عام 1976 وبعد حصوله على وظيفة مدرس أسس وكالته الخاصة للترجمة التي قادته لماليبو.

ففي عام 1995ذهب جاك ما إلى سياتل للعمل كمترجم. وفي هذه الزيارة الأولى إلى الولايات المتحدة عرف الإنترنت لأول مرة وعندما عاد الى الصين أطلق موقعا هو عبارة عن دليل للأعمال التجارية أطلق عليه اسم “الصفحات الصينية”.

وفي عام 1999 جمع ما 18 صديقا في شقته في مدينة هانغتشو ليكشف لهم عن فكرة إنشاء شركة جديدة للتجارة الإلكترونية.

وقد وافق الجميع على المشروع وجمعوا 60 ألف دولار أمريكي لإطلاق موقع “علي بابا”. ويقول ما إنه اختار هذا الاسم لأنه “سهل وعالمي”.

وتقدر قيمة الشركة حاليا بأكثر من 400 مليار دولار، وتقدم خدمات البيع عبر الإنترنت، وإنتاج الأفلام، والحوسبة السحابية (الافتراضية).

وتبلغ الثروة الشخصية لجاك ما، الذي سيبلغ من العمر 54 عاما يوم الاثنين، 40 مليار دولار – ما يجعله ثالث أغنى شخص في الصين وفقاً لقائمة فوربس لأغنياء الصين عام 2017.

وكان يحرص على تجنب إغضاب الحزب الشيوعي الحاكم. وفي عام 2005 قال إنه سعيد بتسليم أية معلومات عن المنشقين المحليين للسلطات، وبرر ذلك قائلا:” لقد خلقنا قيمة لحملة الأسهم الذين لا يريدون رؤيتنا نعارض الحكومة ونفلس”.

ولكن ماذا عن خططه المستقبلية؟

قال ما لمحطة بلومبيرغ إنه أراد إنشاء مؤسسة خاصة به متتبعا بذلك خطا بيل غيتس صاحب شركة مايكروسوفت.

وقال: “هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن أتعلمها من بيل غيتس”.

وأضاف: “لا يمكنني أن أصبح بمستوى ثرائه، ولكن يمكنني أن أقوم بشيء واحد على نحو أفضل منه وهو التقاعد في وقت أبكر. أعتقد أني يوما ما، وقريبا، سأعود إلى التدريس. أعتقد أني سأنجح في هذا الأمر أكثر من كوني الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا”.