أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة لم تمنح تركيا “الضوء الأخضر” لشن عملية عسكرية في شمال سوريا وذلك في وقت كشف نائبان بالكونغرس عن اتفاق بشأن فرض عقوبات جديدة على انقرة على خلفية تحركاتها الأخيرة بسوريا.
ونقلت شبكة (بي.بي.إس) التلفزيونية الأمريكية عن بومبيو القول أمس الأربعاء إن “الولايات المتحدة لم تمنح تركيا الضوء الأخضر.. هذا أمر خطأ تماما”.
وأشار إلى اتصال سابق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان قائلا “أصبح من الواضح جدا أن هناك جنودا أمريكيين سيواجهون خطرا.. واتخذ الرئيس قرارا بوضعهم في مكان خارج نطاق الأذى وهذا ما فعلناه”.
وأكد “سنعمل على التأكد من أن ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لن تكون له خلافة تمتد عبر رقعة واسعة من الأراضي بسوريا والعراق”.
وشدد على “أننا سنظل في وضع يتيح لنا القيام بما يتعين علينا فعله للحفاظ على سلامة الشعب الأمريكي قدر الإمكان من هذا التهديد ولكن ليس في سوريا فحسب”.
وأوضح “هناك عشرات الدول الأخرى التي لايزال يوجد فيها خطر الإرهاب الإسلامي المتطرف وعلينا نحن الولايات المتحدة التأكد من وضع قواتنا ومواردنا بشكل مناسب للحد من هذا التهديد للولايات المتحدة”.
وفي تصريح آخر نقلت قناة (سينكلير) التلفزيونية عن بومبيو القول إن أردوغان “أوضح أنه سيبدأ في تحريك القوات جنوبا (باتجاه سوريا).. واتخذ الرئيس قرارا بسحب عشرات الجنود الأمريكيين للتأكد من أنهم خارج نطاق التعرض للأذى”.
وفي هذه الأثناء أعلن النائبان عن الحزبين الجمهوري ليندسي غراهام والديمقراطي كريس فان هولين يوم الأربعاء أنهما توصلا إلى اتفاق بشأن فرض عقوبات جديدة على تركيا على خلفية العملية العسكرية التي شنتها في شمال سوريا.
وقال غراهام في تدوينة عبر حسابه الرسمي على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي “يسرني أنني توصلت إلى اتفاق مع السناتور كريس فان هولين بشأن فرض عقوبات صارمة على تركيا”.
وأضاف أنه “بينما ترفض الإدارة (الأمريكية) التحرك ضد تركيا فإنني أتوقع دعما قويا من الحزبين” لفرض عقوبات ضد أنقرة.
ومن جهته قال فان هولين في تدوينة مماثلة “هذه العقوبات ستكون لها تداعيات فورية بعيدة المدى على أردوغان وجيشه”.
وأضاف “سيتم تقديم مشروع قانون بشأن العقوبات بمجرد عودة الكونغرس للانعقاد وسنطلب إجراء تصويت فوري لتوجيه رسالة واضحة إلى تركيا مفادها أنه يتعين عليها انهاء أعمالها العسكرية وسحب مقاتليها من المناطق التي تتعرض للهجوم ووقف وقوع خسارة مأساوية في الأرواح”.
من ناحية أخرى نقلت صحيفة (واشنطن بوست) عن مسؤولين أمريكيين القول إن الجيش الأمريكي يحتجز بريطانيين اثنين من عناصر خلفية تعرف باسم (الخنافس) بتنظيم (داعش) مشيرين إلى أنهما متهمان بالتورط في عمليات قتل استهدفت رهائن أمريكيين وآخرين غربيين.
وأضافت الصحيفة أن الموقف الأمريكي يهدف إلى منع هروب عنصري (داعش) أو إطلاق سراحهما من معسكرات سوريا نتيجة للعملية العسكرية التركية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أعلن أمس الأربعاء أن قوات بلاده أطلقت عملية (نبع السلام) العسكرية ضد منظمة حزب العمال الكردستاني وذراعه بسوريا وحدات الحماية الشعبية وما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في سوريا في تحرك قوبل بإدانات دولية وعربية واسعة.