آراؤهم

المدير العام.. “خط أحمر”

مدير عام منطقة تعليمية، يعني هو الشخص المسؤول عن مخرجات التربية لآلاف الطلبة في المنطقة التي يديرها وكذلك مسؤول عن مستوى التعليم  والموجه الأول في غرس القيم والمبادئ .

عندما نتحدث عن مراحل التعليم فإننا نتحدث عن فئة عمرية تتراوح من 6 الى 18 سنة وهي الفئة العمرية التي تبحث عن القدوة في أفعالها وتصرفاتها ، ومن مثل المربي في المدرسة ليكون القدوة ، وبالتأكيد المربي في المدرسة سوف يكون مقيداً بقيم وخطط المدير العام .
بالأمس تداولت بعض الصحف  الإخبارية قراراً صادراً من وزارة التربية ومعتمد من لجان التحقيق القانونية بشأن مجموعة من المخالفات والشكاوى التي وصل عددها الى (6) شكاوي تضمنت أخطاء إدارية وأخرى تصرفات شخصية ، وبعضها أخطاء مالية ، وأنا أتابع هذا الخبر واقرأ في تفاصيل القرار والعقوبة التي سربت الى جميع الصحف والسوشل ميديا ، ذهب خيالي الى الطلاب وهم يقرأون ويتابعون هذه العقوبة ضد المربي الأول في المنطقة ، وما هو شعورهم عندما تحدثهم المعلمة في الصباح على غرس القيم والمبادئ ، أو كلام مدير المدرسة في طابور الصباح وهو يقوم بتوجيههم الى الالتزام بالقوانين والأنظمة ؟
كيف يستطيع المسؤولون عن التربية والتعليم غرس القيم في أذهان الطالب وهو من ضمن آلاف الطلاب الذين تابعوا وعلموا عن عقوبة المدير العام ؟
أسئلة كثيرة راودتني ولم أجد لها أية إجابة ولم أعرف لها تفسير سوى أنه يجب على وزارة التربية في مثل هذه المناصب الحساسة والمهمة والتي تعتبر أهم من منصب وزير أو وكيل وزارة أن يتم الاختيار وفق معايير تربوية ومنهجية واضحة لا تحتمل مجالا للخطأ أو التأويل ، شخص يعرف تماما حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه من جميع النواحي وكذلك القرارات والقوانين المنظمة للعمل ، وهو ما اتضح لجميع من قرأ القرار والشكاوى ال (6) التي تبين عدم المعرفة باللوائح والقوانين المتبعة في وزارة التربية ، بغض النظر عن المقصود بالعقوبة أو من هو الشخص الذي تمت معاقبته بهذا القرار خصوصا وأن القرار الذي تم تسريبه كان يخفي جميع البيانات أو العلامات التي تدل على شخص هذا المدير ، فنحن اليوم نتحدث عن مصلحة عامة ، تخص أهم قطاع يساهم في بناء الدول . فمنصب مدير عام منطقة تعليمية هو ( خط أحمر ) إن كنتم تريدون الإصلاح وبناء جيل كالأجيال السابقة التي ابهرت العالم بنجاحاتها .

صالح الرحمي