سبر أكاديميا

نقابة العاملين في جامعة الكويت تحذر: تدخلات سياسية وحزبية في اختيار مدير الجامعة

طالبت نقابة العاملين في جامعة الكويت بضرورة حسن اختيار مدير الجامعة، بعيداً عن الترضيات الحزبية، والتدخلات السياسية.

وقالت النقابة في بيان : «لقد دفعت جامعة الكويت على مر السنوات الماضية، ثمن كونها الجامعة الحكومية الوحيدة في البلاد، فلم تنفك التدخلات السياسية من مد يدها على القرار الأكاديمي وتوجيهه نحو مصالح حزبية وفئوية، الأمر الذي انعكس على الإدارة الجامعية، وبالتالي على المستوى الأكاديمي والإداري».

وأضافت: «ولعل الشاهد الأبرز على هذه التدخلات، محاولات التأثير على اختيار قياديي الجامعة وخاصة مديرها، الأمر الذي كان سبباً واضحاً في سوء القرارات الجامعية، وانحدار المستوى الإداري والأكاديمي، نتيجة سوء الخيارات التي كانت تتم وفق التدخلات السياسية الفجة في أعمال لجان الاختيار، وهو ما انعكس بصورة انحدار تصنيف الجامعة وتراجعها، رغم أنها الجامعة الأعرق في المنطقة، بيد أن سوء اختيار قياداتها جعل العديد من الجامعات الفتية في الدول المحيطة تتفوق عليها».

وتابعت النقابة: «اليوم، وبعد أن عانت الجامعة ما يربو على عامين من فراغ إداري تمدد من منصب مدير الجامعة إلى أغلب مناصبها القيادية، نستنكر في نقابة العاملين بجامعة الكويت، محاولات التأثير على اختيار مدير الجامعة الجديد، حيث أن الأنباء المتداولة تنم عن الدفع نحو مرشح بعينه، بل أن بعض الأسماء المطروحة في دائرة الأخبار المتداولة تشوبها العديد من علامات الاستفهام، حيث يتطلب الأمر التحقق من مستوى هذه الأسماء الأكاديمي وكذلك تاريخهم الإداري في الجامعة، حتى لا تُولى الإدارة لغير أهلها، فالجامعة اليوم أحوج ما تكون إلى اختيار شخصية أكاديمية، ذات كفاءة إدارية، دون توجه سياسي، حتى تتمكن من انتشال الجامعة من المزيد من الانحدار، فدائماً ما كان التدخل السياسي والحزبي عاملاً سلبياً في القرار الأكاديمي بل وحتى الطلابي».

وقالت النقابة: «إننا إذ نعرب عن ألمنا بشأن ما يمر به التعليم العالي من أزمات متتالية نتيجة سوء القرارات التعليمية، وتزعزع الثقة التي توسمناها في أعضاء لجنة اختيار المدير، نطالب بضرورة حسن اختيار مدير الجامعة، بعيداً عن الترضيات الحزبية، حيث أن ما تم تداوله من أسماء دلت على أن قرار لجنة اختيار المدير بتمديد فترة التقديم على المنصب، وكأنه جاء لخدمة أسماء بعينها دون سواها، الأمر الذي يستدعي التدخل لإنقاذ الجامعة من هذه الترضيات السياسية، بينما يبدو التساؤل مشروعاً، هل من لم يلتزم بمدة التقديم على لجنة الاختيار، سيكون ملتزماً بتطبيق القانون وحسن الإدارة؟.

وناشدت القيادة السياسية، إنقاذ الجامعة من أي تدخلات قد تقودها لمزيد من الانحدار، حيث يتطلب الأمر اليوم، إعادة السمعة الأكاديمية لجامعة الكويت لتعود منارة وأيقونة للتعليم العالي في البلاد، وذلك حتى تتمكن الكويت من تحقيق طموحها التنموي في الاستثمار بالرأس المال البشري الإبداعي، ويتطلب الأمر وبحزم، منع التدخلات السياسية والحزبية للتأثير على اختيار مدير جامعة الكويت».

وختمت النقابة بيانها بالقول: «إذ نثق برغبة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد في تحقيق التنمية البشرية وتحسين المستوى التعليمي، ونثق بجهود وزير النفط وزير التعليم العالي د.محمد الفارس في حسن اختيار مدير الجامعة، نناشد بضرورة التعامل بحزم نحو أي تدخلات حزبية ستكون نتائجها كارثية على المستوى الجامعي، خاصة أن الانباء المتداولة للأسماء التي تم اختيارها، تنذر بتكرار مشهد سوء الاختيار، وأن النقابة لتؤكد في نهاية المطاف على مسؤوليتها القانونية والأخلاقية، ووفق تعليمات مجلس الوزراء الأخيرة في اتباع كافة السبل والإجراءات التي كفلها القانون للتصدي للفساد بشتى أنواعه جهة نزاهة وغيرها من الجهات الرسمية».

الوسوم