صحة وجمال

هل يفيد فيتامين سي لنزلات البرد؟

في البداية لا بد من التأكيد على أهمية فيتامين سي للإنسان، وأن نقصه في الجسم يؤدي لمشاكل عديدة.
والحديث هنا عن أناس يتناولونه كمكل غذائي وهم لا يعانون نقصا منه، ويحوي طعامهم كمية كافية منه.

شاع استخدام فيتامين سي بشكل كبير بعد أن نشر العالم لينوس باولينغ (الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء عام 1954) كتابا عام 1970 بعنوان:

Vitamin C and the Common Cold
فيتامين سي ونزلات البرد
وذكر فيه فوائد فيتامين سي لعلاج نزلات البرد والشفاء منها. ومنذ ذلك الوقت انتشر استخدامه، ونشرت العديد من الدراسات عن فوائده لنزلات البرد ولكن لم تكن جميعها متوافقة في نتائجها مما شكل لبساً للكثيرين حتى في الوسط الطبي.

لكن في عام 2013، قام موقع cochrane الطبي (وهو موقع موثوق ومعروف بجودة مراجعاته المنهجية Systematic review والتي تعتبر أحد أقوى أنواع الأدلة) بمراجعة منهجية للدراسات التي نشرت خلال 46 عام، أي بين أعوام 1966-2012، والتي تتعلق بفيتامين سي ونزلات البرد. وكانت النتائج كالتالي:
المراجعة الأولى شملت 29 دراسة واحتوت على 11,306 شخص. وتم الاستنتاج أن تعاطي فيتامين سي بشكل يومي ومنتظم لا يمنع الإصابة من نزلات البرد بالنسبة لعامة الناس.
ومراجعة أخرى لخمس دراسات احتوت على 598 مشاركاً بينت أن تناول فيتامين سي بشكل يومي يقلل الاصابة بنزلات البرد بالنسبة للرياضيين الذي يتعرضون لاجهاد بدني شديد.
والمراجعة ثالثة ل 31 دراسة احتوت على 9,745 مشاركاً كانوا منتظمين بشكل يومي على فيتامين سي وأصيبوا بنزلات البرد. فتبين أن الانتظام اليومي على فيتامين سي من الممكن أن يقلل من شدة المرض وكذلك يقلل من مدة الأعراض بنسبة 8% للكبار وبنسبة 14% للأطفال.
وتمت مراجعة ل 7 دراسات اشتملت على 3,249 شخص. أعطوا فيتامين سي بعد أن أصيبوا بنزلات البرد.
فلم يساهم في تقليل مدة أو شدة المرض.

الخلاصة:
الانتظام اليومي على فيتامين سي يقلل من فرص الإصابة بنزلات البرد للنصف بالنسبة للرياضيين، ولكن لا يقللها بالنسبة لعامة الناس ولكن من الممكن أن يقلل من مدة وشدة المرض.
أما أخذ فيتامين سي بعد الإصابة بنزلات البرد فليس له فائدة.
مع التنبيه أن أخذ فيتامين سي من الفواكه والخضراوات فهو آمن. وأما تناوله من المكملات حسب الجرعات الموصى بها (90 ملغ للرجال و75 ملغ للنساء يوميا) فهو أيضا آمن.
أما تناول جرعات عالية منه يوميا (أكثر من 2000 ملغ أي 2 جرام) فإنه قد يسبب آلام في البطن وإسهال وربما حصوات في الكلى وأعراض أخرى.

د.هشام المهيني