آراؤهم

هل باع الفلسطينيون أرضهم؟

طبعاً لم يبع الفلسطينيين ارضهم !!
ولكن المهرولين في دهاليز المطبعين مع الكيان الصهيوني الغاصب من المتصهينين العرب هم من باعوا عرضهم وشرفهم العربي كما باعوا القضية الفلسطينية وخانوها ولكنهم لكي يغطوا على خياناتهم وتحت عنوان ( رمتني بدائها و انسلّت )يلفقون التهم الكاذبة التي يريدون بها وصم الفلسطينيين بالخيانة ويتهمونهم ببيع اراضيهم لليهود لكي يبرروا لأنفسهم ولأشباههم من الخونة ويخففوا من وطأة وشناعة مااقترفت ضمائرهم الميتة من جرم وانسلاخ من هويتهم الإسلامية ومن فطرتهم الإنسانية السليمة
وهذا الكذب البواح الذي سأفنده إن شاء الله في طياة هذا المقال بالادلة والتواريخ والنسب المئوية ،، كما يلي :

***

ابتداءً اعتقد أن صراع الأرض ( الصهيوني – الفلسطيني ) مر في ثلاث فترات زمنية مهمة ورئيسية

حيث كانت الفترة الاولى إبان السنوات الاخيرة للحكم العثماني وحتى عزل السلطان عبدالحميد الثاني
عام 1909م ، حيث كان نسبة مايمتلكه اليهود من اراضي في فلسطين هو 0%ـ
قولاً واحداً وبالأدلة والوثائق التأريخية المرتبطة في التأريخ المذكور

***

أما الفترة الثانية
فهي تلك الفترة التي تمتد من عزل السلطان عبدالحميد عام 1909 وحتى
(وعد بلفور) الذي اتى في كنف ورعاية الاحتلال أو الانتداب البريطاني عام 1917 مروراً بطبيعة الأشياء بمعاهدة (سايكس – بيكو ) عام 1916 وهي الفترة التي ارتفعت بها نسبة مايمتلكه اليهود من اراضي فلسطينية الى 2% فقط وهذه النسبة الضئيلة ايضاً ماكانوا ليحصلوا عليها لولا انها اتتهم من قبل حزب الاتحاد والترقي الذي الذي عمل بجد على عملية الهدم الذاتي من داخل الدولة العثمانية بعدما عجز عن مجابهتها مباشرة وبعدما يأس من تطويعها لرغباته أو إطاعتها لعروضه ومن ثم قام تدريجيّاً بإثارة القلاقل والزعزعة تحت عدة ذرائع ظاهرها الحق وباطنها الباطل ( ليس وقت المقال يسمح بالتفصيل اكثر ) الى أن قام بعزل السلطان عبدالحميد الثاني ثم استلم الحكم بعده.

و من المعروف تأريخيّاً و وثائقيّاً بأن حزب الاتحاد والترقي يضم الكثير من يهود الدونمة ويهود السالونيكا الذين أعلنوا إسلامهم الكاذب وأبطنوا يهوديتهم الحقيقية في مراحل تأريخية سابقة من أجل تنفيذ مخططهم الصهيوني الأم لاسيما بعد سيناريوهات ( المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897 )

***

الفترة الثالثة
وهي الفترة التي تمتد منذ الاحتلال البريطاني كما أسلفت في العام 1917 وحتى العام 1947
أي قبل عام واحد فقط على الاعلان الرسمي لقيام مايسمى بـ( دولة اسرائيل )
والتي لم تتخطى بها نسبة مايمتلكه اليهود من اراضي في فلسطين اكثر من 5.7% ـ

***

واستطيع القول بكل تأكيد أيضاً أن كل هذه المكاسب والنسب المئوية لليهود ليست بسبب بيع الفلسطينيين لاراضيهم كما يدّعي (المطبعون) انما هي عائده الى امرين اساسيين

اولهما :
ان هناك قرارات استيطانية جائرة تكفل لقوى الانتداب مصادرة الاراضي المملوكة للدولة وقتما تشاء وكيفما تشاء بواسطة مايسمى قانون (قوة وضع اليد) وتحت ذريعة ( تقدير المصلحة العامة )
وكانت قوى الاحتلال بكل جور وتعدي تأخذ أرض الدولة الفلسطينية التي هي بالأساس للمواطنين الفلسطينيين الاساسيين من مسلمين ومسيحيين و تعطيها للمهاجرين الغير شرعيين من اليهود

وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن من الاراضي المملوكة للدولة الفلسطينية التي صودرت من قبل الاحتلال البريطاني و حوّلت لليهود : مشروع (نوتنبرغ للكهرباء ) و مشروع ( الحولة ) ، ومشروع (البوتاس) في البحر الميت

وبكل أسف فإن ما يسري على الاراضي المملوكة للدولة كذلك يسري على الاراضي المملوكة للافراد المصادرة من اصحابها تحت حجج باطلة كبطلان الاحتلال وكل مايصدر عنه

ومن الأمثلة الصارخة والحيّة على مصادرة الاراضي بالقوة هي الارض التي اقيم عليها مايسمى بـ(الجامعة العبرية) والتي اقتطعت ارضها من اراضٍ لأهالي القدس ووضع ثمنها في البنوك الصهيونية وقيل لاهل القدس أن ثمن اراضيكم موجود في البنوك و إن شأتم تفضلوا بتحصيلها ولكن الشعب الفلسطيني الأصيل الحر حتى لحظه كتابة هذا المقال كان ولا زال يرفض قبول مصادرة اراضيه واستلام النقود الصهيونية ثمناً لها.

***

وثاني الامرين الذين رفعا نسبة مايمتلكه اليهود من اراضي فلسطينية هو :
أن فلسطين كانت ابان العهد العثماني تابعة لـ (ولاية بيروت) وكان هناك اسر اقطاعية مسيحية لبنانية (ليست فلسطينية)تمتلك اراضي في فلسطين ، وتحت وطأة الاحتلال البريطاني قامت ببيع بعض اراضيها لبعض العصابات اليهود من المهاجرين الغير شرعيين القادمين من اوربا ومن روسيا

***

الجدير بالذكر أن البرنامج الاساسي والمؤامرة الاساسية للانتداب البريطاني يتمحوران حول انشاء مايسمى بدولة إسرائيل الكبرى أو ( إسرائيل التوراتيّة )
وليس كما هي الادعاءات الاستعمارية التي تعزو سبب احتلالها للاراضي العربية الى عدم أهلية و عدم قدرة الشعوب العربية على حكم نفسها بنفسها أو إدارة شئونها بذاتها

وذلك لان (صك الانتداب البريطاني) الذي وافقت عليه عشرين دولة من أعضاء ( عصبة الامم ) ووافقت عليه اميركا من خارج عصبة الامم ، وبشكل معلن يقول في المادة الثانية منه : أنه يجب على دولة الانتداب ان تجعل ارض فلسطين في ظروف سياسية واقتصادية تساعد على انشاء الوطن القومي اليهودي

***

المفارقة العجيبة هي أن مزاعم وأعذار دول الاستعمار والاستكبار العالمي ، التي تسوّقها لشعوبنا العربية البائسة هي :
ان سبب احتلالها للاراضي العربية لأن شعوب هذه المنطقة غير مؤهلين لحكم وإدارة أنفسهم بأنفسهم
وهذا النهج الإستعماري بكل أسف هو نفس نهج الحكومات العربية الإستبدادية التي ورثت الاحتلال والاستعمار فكراً وواقعاً ومنهجا

***

*ملاحظة*

كل ماذكر حول النسب المئوية ليس اجتهاداً مني او اجتهاداً فلسطينياً
انما هو نقلاً حرفيّاً لما اتى في تقرير (اللجنه الانجلو اميركية في فلسطين) عام 1947

حماد مشعان النومسي
ايميل hmmad_alnomsy@yahoo.com
تويتر @hammad_alnomsy