يرحمنا ويرحمكم الله
بقلم.. ناصر المروت الخالدي
حفلة موسيقية في مبنى البرلمان، هذا هو ناتج 50 عامًا من المشاركة الشعبية (المحدودة)، يبدو أن بعثرة الأوراق واللعب على التناقضات لم يعد يطرب أذن السلطة، وبينما تخوفنا من بعضنا لتحد من سلطاتنا.. تدعونا للحفاظ على الوحدة والتعايش والتآلف شرط أن يكون على رأيها طبعًا، ولا مانع من استخدام الإيقاعات والطبول لذلك.
يعتقد بعض الكويتيين أنهم اخترعوا الديمقراطية، لذلك يفضلون أن يمارسوها بلا أحزاب.. على شرطهم، وبينما تُحارَب الأحزاب (السياسية) عندنا ويُحذَّر منها البسطاء وتتم المقارنة – ظلمًا – بينها و بين أنظمة (عسكرية) حكمت باسم أحزاب وهمية، نجد شعوب العالم تستعرض برامج وأهداف أحزابها، تتفحصها .. تدرسها .. تفرزها .. ثم تختار الأفضل من بينها، و نحن أفضل مما يُروج عنّا، لسنا أسوأ من هذه الشعوب، بالتأكيد لسنا أسوأ من النماذج التي قدمتها السلطة لسنوات.
(أن تخدعنى مرة عيب عليك وأن تخدعنى مرتيّن عيب علي)، وبما أننا حاولنا دفع عجلة التنمية وطالبنا بالإصلاح كأفراد دون فائدة، فلا مناص من أن نطالب به كأحزاب، تحزبوا.. فالأفكار العظيمة أشد من أن يحملها أفراد دون جماعات، فالناس تلتف حول الفئات والطوائف والقبائل ما لم تجد أفكارًا أفضل تلتف حولها، تحزبوا.. استمعوا إلى بعضكم واتفقوا على الحد الأدنى ثم ابحثوا في التفاصيل لاحقًا، فقد تعبنا من اللحاق بكم والبحث عنكم لنسألكم عن آراءكم ومواقفكم الفردية، فالشعوب تقودها أحزابها لأنها انعكاس لأفكار هذه الشعوب، وكلما سقط حزب قام آخر لأن الأفراد ينتهون.. وتستمر الأفكار بمن يحملها، تحزبوا.. فديننا يحثنا على التعاون والاجتماع على ما نحسبه الحق والعمل له، تحزبوا.. فتاريخنا أثبت أن الأحزاب التي لا تُشترى تُحارَب، بينما الأفراد يُتركون فلا أحد يخشاهم، تحزبوا.. حتى نراكم ونميزكم ونناقشكم.. و قد لا ننضم إلى أحزابكم لكننا سنجتهد باختيار أفضلكم، تحزبوا.. فالديمقراطية ليست بدعة كويتية أو وجبة في مطعم حتى نطلبها (بدون أحزاب)، تحزبوا.. فمطالبنا لن يحققها أفراد وهذه الفوضى لن ينظمها إلا أحزاب سياسية تتآلف حينا وتتخالف حينا آخر، تحزبوا.. فنحن في بلد الحزب الواحد.


أضف تعليق