أقلامهم

يوسف الشهاب: معاشات المتقاعدين.. ما سر تأخيرها؟!

يسألني الكثير من زبائن أو رعايا التأمينات الاجتماعية، من الذين دخلوا عش التقاعد، لا العش الزوجي، يسألني هؤلاء، بارك الله فيهم، عن سر تأخر التأمينات في صرف معاشات المتقاعدين إلى التاسع من كل شهر، والجواب الذي يسمعونه دائماً ليس لدي فتوى مؤكدة بذلك، وعليكم بسؤال فقهاء التأمينات فهم أدرى بشعابها، من طأطأ إلى السلام عليكم، ويقال عادة حطها برأس عالم واطلع منها سالم.. وكفى الله المؤمنين شر الاسئلة التي لا إجابة لها إلا عند أصحابها.
التأخير في صرف معاشات المتقاعدين قد يكون له أكثر من سبب، ربما يعود إلى تأخير تحويله من وزارة المالية إلى المؤسسة، رغم انها تتبع وزير المالية، وربما إلى تأخير كشوف المستحقين من وزاراتهم او قد يعود الأمر الى البنوك في الاستلام، وبالتالي الصرف. كلها أسباب قد يكون أحدها هو السبب بالتأخير، وفي كل الاحوال فإن أي سبب أو حتى أي أسباب في ذلك التأخير يمكن تجاوزه والوصول إلى حل مناسب يضمن صرف المعاشات في أواخر كل شهر مثل بقية الموظفين، لا في اليوم التاسع من الشهر، وبذلك يمكن للمتقاعد أن يتساوى مع الموظف في الاستلام، لا أن يضع يده على خده بانتظار موعد الصرف من التأمينات والبنوك.
كل متقاعد عليه التزامات كما لأي موظف، لديه أسرة وأولاد، ولديه التزام توفير المواد الغذائية لأسرته، واقساط شهرية قد تكون متعددة، وخدم يريدون رواتبهم وحاجيات اخرى يحتاجها البيت من صيانة للكهرباء والادوات الصحية وفواتير الهاتف ومشتريات الجمعية، غير التموين طبعاً، كلها تحتاج الى فلوس متوافرة، وهذه لا تتوافر عند الكثير من المتقاعدين، الذين لا يملكون مصادر أخرى للدخل سوى معاش التقاعد، الذي ينتظرونه، وكأنه هلال العيد حين تأتي رؤيته بعد شهر رمضان، لأن المتقاعد قد نشف جيبه، وهوس الحاجة إلى شوية فلوس كثير لديه لكنه لا يستطيع فعل أي شيء الا بوصول طيب الذكر المحروس معاش التقاعد.
لا اعرف السبب الذي على اساسه حددت التأمينات الاجتماعية صرف الرواتب في اليوم التاسع، ولماذا لا يكون قبل ذلك مثلاً أو بعد تاريخ هذا اليوم؟ السر لا يزال غامضاً وفك طلاسمه لا أحد قادر عليه ومعرفة أسبابه الا التأمينات الاجتماعية، التي بيدها مفاتيح هذا اللغز، وبالتالي النظر في هذا الأمر جدياً، انطلاقاً من النظر إلى الكثير من حالات المتقاعدين الذين ترى الحسرة في عيونهم، خاصة حين يرددون جهراً ما عندنا شيء وننطر معاش التأمينات.
• نغزة
ما دام اللاعب غير المتفرج، فإن مؤسسة التأمينات، وهي المتفرج هنا، عليها ان تنظر إلى حال اللاعب، وهو المتقاعد، وما يعانيه من انتظار يسبق يوم الصرف المشهود في حياته، خاصة ان اليوم التاسع من الشهر صار محبوباً وصديقاً له، لانه يأتي بالابتسامة إليه.. صج الفلوس وناسة.. طال عمرك..
يوسف الشهاب