كتاب سبر

حماية الثوابت الشرعية

قبل أيام شهدت مواقع التواصل الإجتماعي ردة فعل ما بين مؤيدة ومعارضة لوثيقة تسمى (وثيقة حماية الثوابت الشرعية) والتي وقع عليها بعض المرشحين للإنتخابات القادمة والتي تنص على ستة نقاط وهي:

١: الدفاع عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين والصحابة رضي الله عنهم.
٢: حماية قانون منع الإختلاط ورفض العبث به وتفريغه من محتواه والمطالبة بتطبيقه على أكمل وجه بما يحقق فصل مباني الطلاب عن مباني الطالبات.
٣: رفض العبث بمناهج التربية الإسلامية في مختلف المراحل التعليمية.
٤: رفض حفلات الرقص المختلطة. والتي تخالف الأدب والذوق العام وتقاليد المجتمع الكويتي الأصيل.
٥: رفض المسابح والنوادي المختلطة، والتي تخالف الأداب والذوق العام وتقاليد المجتمع الكويتي الأصيلة.
٦: تأييد المشاريع والقوانين الإسلامية التي يقدمها النواب في مجلس الأمة.”

أولاً: الدفاع عن عرض النبي
السؤال هنا هو: ومن هم اللذين يشتمون عرض المصطفى ومن المقصود تحديداً بعيداً عن الكلام المطاطي الموجود في الفقرة الأولى ؟، ولماذا فقط محمد خاتم الأنبياء ولم تشمل الفقرة جميع الأنبياء. أليس هم أيضاً أنبياء الله ويستحقون الذكر أم نسينا ذلك ؟ وماذا عن أهل الرسول الأكرم وذريته كالحسين إبن علي مثلاً، لماذا لم تشملهم الوثيقة ؟

ثانياً: منع الإختلاط
لا يوجد شيء يدعى (إختلاط) بل هناك شيء إسمه (التعليم المشترك) والذي يتساوى فيه الطلبة والطالبات في التعليم والمكان والحقوق التعليمية والتربوية، والحرم التعليمي له ضوابطه وهيبته ويجب أن يعي الجميع بأن هذا المكان للتعلم وليس كما يظنه البعض مكان (للدعارة) كما يوحي لنا البعض من مناصريه قانون (منع الإختلاط)! والتفكير بهذة الطريقة هو بمثابة ظن السوء وكما نعلم جميع فأن بعض الظن إثم !. من جهة أخرى هذا القانون ما هو إلا إستنزاف من أموال الدولة تحت حجة مضحكة من خلال إنشاء من كل شيء إثنين لتدريس وتعليم الشباب الكويتي وجلب كوادر تدريسية إضافية لبنين والبنات وما الى ذلك ناهيكم عن خلق جو من العنصرية ما بين الجنسين وما يترتب عليها عواقب اجتماعية سيئة.

ثالثاً: العبث بمناهج التربية الإسلامية
بصراحة .. أي منهج تريدون من الأجيال القادمة دراستة وعلى أي تفسير ؟ إذا كانوا المسلمون غالباً لا يتفقون على تاريخ محدد وهناك عدة تفاسير للتاريخ الإسلامي بل هناك عدة تفاسير ومفاهيم لأية واحدة من القرآن الكريم ! إذا كانت مادة التربية الإسلامية مهمة أكثر من الفيزياء والكيمياء والأحياء والهندسة والطب والفلسفة فأنا أقترح بأن تكون هناك مادة تدعم الأخلاق وروح التآخي والتعاون والمحبة مدعمة من الديانات الإبراهيمية الثلاث ويتم الإستدلال على الآيات التي تدعم ذلك .. فما ذنب الطالب (الغير مسلم) بدراسة التربية الإسلامية فكلنا نعلم بأن هناك عوائل كويتية مسيحية وطبعاً عوائل مقيمة مسيحية. المسيحي يؤمن بأن الله لديه إبن وتجسد به مع الروح القدس والطالب المسلم يؤمن بأن الله لم يلد ولم يولد مما يعني بأن الطالب المسيحي سيعيش صراع نفسي مع ذاته ومع زملائة ومدرستة ومجتمعه وهذا خطأ جسيم .. وأيضاً كلمة (كافر) تطلق للغير مسلم فما ذنب الطالب الغير مسلم بأن يدرس مع زملائه المسلمين اللذين ينظرون له بنظرة بالكافر!.

رابعاً وخامساً: حفلات الرقص والنوادي
إلى متى وأنتم تقحمون أنفسكم بهذة الطريقة وتعينون أنفسكم أوصياء على الكويتيين والغير كويتيين ! وهل بهذة الشعارات التي ترفعونها (شعارات البكيني والعري) تمهدون طريقكم للوصول تحت قبة برلمان عبدالله السالم !، كل مرة تتكلمون عن شرف الناس بهذة الوقاحة ومن خلال هذة المطالبات تدغدغون مشاعر العديد من الكويتيون لكي يصوتوا لكم .. والله عيب عليكم. أتمنى لو لمرة واحدة بأن اتلمس منكم تبني موقف وطني بحت يساعد كل الناس المتعايشين على ارض هذا الوطن الطيب او طرح رؤية وطنية تفيد الجميع.

سادساً: المشاريع الإسلامية
إذا كان كذلك فأنا أطالبكم بطبيق الشريعة بحذافيرها كطع يد السارق وقتل كل من ارتد عن الدين ورجم الزانية علناً … الخ، ولكن سؤالي لكم يا أصحاب هذة الأفكار الجبارة: هل ستقطعون يد سراق المال العام والذين تدعون بأنكم تعرفنونهم جيداً ؟ وخصوصاً بأن أغلب المتهمين معظمكم يعرفونهم جيداً والبعض منهم اصدقاء.

يا سادة كرام اي مشاريع إسلامية ونحن نعيش بظل دولة مدنية تكفل حرية الإعتقاد .. الى متى وانتم مصرون بأن تجعلون الكويت فقط لفئة معينة من البشر دون غيرهم، اذا كنتم فعلاً غيورين على بلدكم تبنوا مواقف وطنية وعروا لنا سراق المال العام او اطرحوا فكرة قانون تفيد الكويت اقتصادياً او تبنوا فكرة مشروع يساعد الشباب الكويتي على النهوض بنفسه وبوطنه بدل رفع شعارات (البكيني) و (الوصايا).

 

كتب: عبدالعزيز جوهر حيات

@azizjhayat