أقلامهم

أحمد المليفي : المنطقة الخليجية أمام هلال جديد بفكر ديني سني

المنطقة بين هلالين

أحمد المليفي
قبل سنوات عندما كانت المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله في أوج صراعها مع العدو الصهيوني بدعم عربي إسلامي خاصة من سورية وإيران. بدأت بعض الأصوات ترتفع وتحذر من هلال إيراني ذي عقيدة شيعية يراد له أن يلتف على المنطقة ويسيطر عليها. وهو تحذير مقبول، وخوف مشروع في تلك الفترة وكان لا بد للأنظمة بالمنطقة الخليجية أن تقرر كيف ستتعامل معه، خاصة أن بوادر التغلغل في المنطقة بدأت في الظهور في كل من البحرين والسعودية. 
اليوم هناك هلال جديد بدأ في الظهور بعد الثورات العربية أو ما يطلق عليه بالربيع العربي الذي بدأ بسقوط الجزائر ومصر وليبيا وشبه السيطرة على تونس والمغرب، والدور قادم على سورية. وسقوط سورية يعني سقوطا أو سيطرة مباشرة على الأردن فتكون المنطقة الخليجية أمام هلال جديد بفكر ديني سني مرتبط ويدار من قبل حركة الإخوان المسلمين. 
التاريخ يعيد نفسه ويقول بصوت عال بأن جميع الأنظمة والحكومات المرتبطة بايدولوجيا فكرية أيا كان منبعها اسلامي سني أو شيعي، شيوعي أو ماركسي أو علماني تقوم على فكرة الاستبعاد. أي استبعاد الفكر الآخر بل وأحيانا كثيرة اضطهاده، خاصة إذا قفزت على السلطة بعد خروجها من أقبية السجون والمعتقلات أو عادت من الغربة والابعاد. فأول ما تبدأ باستبعاد الآخرين وبعد ذلك تبدأ في استبعاد عناصرها المارقين كما تطلقها الثورة على أبنائها المختلفين معها فحينها يقال: ان الثورة تأكل أبناءها. 
أمام الشعوب الخليجية المندفعة بحماسة، والأنظمة التي لا تستطيع أن تخرج من عباءة شعوبها في ظل هذا الوضع الإقليمي المتفجر. والأوضاع الداخلية المنسية للشعوب يجب أن تطرح عدة أسئلة قبل الاندفاع بالتأييد أو الرفض. 
هل الأنظمة الخليجية مستعدة للوقوع تحت فك الهلال الإسلامي الاخواني الجديد. وما يستتبع ذلك من تنازل عن إدارة بلادها لهذا الفكر؟
هل الشعوب الخليجية راغبة في أن تدار من قبل الاتجاه الديني الجديد المتمثل في حركة الإخوان المسلمين كبديل عن أنظمتها القائمة؟.
هل الأنظمة والشعوب تعي ما يمكن أن يحدث من صراع فكري ديني على السلطة بين الإخوان المسلمين والحركات الدينية الفكرية الأخرى كالسلف بتشعباتهم، والحركة الدينية القبلية وغيرها من حركات، ومدى ما يمكن أن يحدثه هذا الصراع من خلل في الامن والاقتصاد والاستقرار؟.
هذه وغيرها من تساؤلات تخص الأنظمة والشعوب يجب أن توضع على طاولة البحث أمام المختصين وأصحاب القرار للإجابة عنها ليكون الناس على بصر وبصيرة بما يخبأه المستقبل لهم ولأجيالهم القادمة قبل الاندفاع في التأييد أو الرفض.